سوالف

عن‭ ‬فلسفة‭ ‬التخطيط‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال

| أسامة الماجد

يلاحظ‭ ‬لأول‭ ‬وهلة‭ ‬غياب‭ ‬خطة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬أو‭ ‬برنامج‭ ‬لمشكلة‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬البحرين‭ ‬سنويا،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الفلسفة‭ ‬والتخطيط‭ ‬أنقل‭ ‬تعليق‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬علي‭ ‬المقلة‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬حسابي‭ ‬بالإنستغرام‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬عن‭ ‬“غرق‭ ‬فريجنا”‭ ‬وتحوله‭ ‬إلى‭ ‬نهر‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭.. (‬لا‭ ‬توجد‭ ‬خطة‭ ‬لدى‭ ‬الوزارة‭ ‬لمعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بشح‭ ‬المياه‭ ‬لدينا،‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬تتقدم‭ ‬بمقترحات‭ ‬لكن‭ ‬الوزارة‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬أولوياتها‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الممتلكات‭ ‬وتعطيل‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬سنويا‭ ‬والحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬والاختناقات‭ ‬نتيجة‭ ‬المستنقعات،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تدفع‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مصارف‭ ‬أمطار‭ ‬فاشلة‭ ‬وليست‭ ‬ذات‭ ‬جدوى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأجير‭ ‬سيارات‭ ‬ومعدات‭ ‬شفط،‭ ‬ولو‭ ‬وفرت‭ ‬الدولة‭ ‬هذه‭ ‬الملايين‭ ‬لعمل‭ ‬مصارف‭ ‬أمطار‭ ‬حقيقية‭ ‬لانتهت‭ ‬المشكلة‭ ‬منذ‭ ‬زمن،‭ ‬وحسب‭ ‬علمي‭ ‬المستنقعات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬محدودة‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬معالجتها‭ ‬خصوصا‭ ‬أننا‭ ‬جزيرة‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المياه‭ ‬بسهولة‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬الخلل؟‭).‬

رئيس‭ ‬بلدية‭ ‬الجنوبية‭ ‬بدر‭ ‬التميمي‭ ‬قال‭ ‬كلاما‭ ‬أشبه‭ ‬باللوحة‭ ‬القاتمة،‭ ‬وينبغي‭ ‬الوقوف‭ ‬عنده‭ ‬طويلا‭ ‬وفك‭ ‬شفرته،‭ ‬فالتميمي‭ ‬قال‭ ‬“إن‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬العجب‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬تقاطع‭ ‬ألبا‭ ‬الذي‭ ‬كلف‭ ‬الدولة‭ ‬58‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬تحول‭ ‬اليوم‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬السبت‭ ‬–‭ ‬إلى‭ ‬أنهار‭ ‬ومستنقعات‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬حديث،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬فشل‭ ‬المشروع”‭.‬

إذا‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬مشكلات‭ ‬وعيوب‭ ‬والنظرة‭ ‬الفاحصة‭ ‬إلى‭ ‬الشكاوى‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬تظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬الشكاوى‭ ‬تكثر‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬ومشكلة‭ ‬انعدام‭ ‬التخطيط،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تركيز‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬حلها،‭ ‬وكل‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬ترجع‭ ‬أصلا‭ ‬إلى‭ ‬عيوب‭ ‬شابت‭ ‬التخطيط،‭ ‬فالمفروض‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬تقاطع‭ ‬ألبا‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬كلف‭ ‬الدولة‭ ‬58‭ ‬مليونا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والتجارب‭ ‬التخطيطية‭ ‬وتصورات‭ ‬واضحة‭ ‬وأهداف‭ ‬وأولويات‭ ‬وآليات،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬خلال‭ ‬ساعتين‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬بحار‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الصحية‭ ‬بل‭ ‬المظهر‭ ‬الذي‭ ‬يلاقيه‭ ‬السائح‭ ‬عندما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يتبين‭ ‬معالم‭ ‬بلادنا‭.‬

يقول‭ ‬المثل‭ ‬الصيني‭ ‬“إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تخطط‭ ‬لسنة‭ ‬واحدة‭ ‬ابذر‭ ‬الحبوب‭... ‬وإذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تخطط‭ ‬لعشر‭ ‬سنوات‭ ‬اغرس‭ ‬الأشجار”‭.‬