دعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة

| د. عبدالقادر ورسمه

المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬تجد‭ ‬رعاية‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬الرسمية‭ ‬والمدنية‭. ‬وهذا‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الرسمية،‭ ‬وسيل‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والندوات‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والنقاش‭ ‬مع‭ ‬المختصين‭ ‬بالبحرين‭ ‬وخارجها‭. ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النشاطات‭ ‬المحمومة‭ ‬هو‭ ‬تكثيف‭ ‬تبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬حول‭ ‬أنجع‭ ‬السبل‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الناشئة‭ ‬المتطلعة‭ ‬للمستقبل‭ ‬الزاهر‭. ‬

إن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وضمنهم،‭ ‬رواد‭ ‬ورائدات‭ ‬الأعمال،‭ ‬يباشرون‭ ‬نشاطات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬متعددة‭. ‬ونجدهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شارع‭ ‬وكل‭ ‬ركن‭ ‬ووقت‭. ‬الكل‭ ‬يحتاج‭ ‬للخبز‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬وأعمال‭ ‬الصيانة‭ ‬ومعاهد‭ ‬التدريب‭ ‬والعيادات‭ ‬والاستشارات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬العيش‭ ‬بدونها‭ ‬وجلها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭. ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬كبيرها‭ ‬وصغيرها،‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ودعم‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬المحلي‭. ‬وهذا‭ ‬الدعم‭ ‬ظل‭ ‬بنسب‭ ‬كبيرة‭ ‬وتصل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬75‭ ‬–‭ ‬80%،‭ ‬وهذه‭ ‬نسبة‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بالرعاية‭ ‬القومية‭ ‬والاهتمام‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭. ‬

من‭ ‬أولويات‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭. ‬كما‭ ‬نلاحظ،‭ ‬فالدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬متوفر‭ ‬بكثرة،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬هام‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬ذاتية‭ ‬ونفسية‭.‬لكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدعم‭ ‬المالي،‭ ‬فانه‭ ‬ليس‭ ‬بقدر‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭. ‬لهذا‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لأخذ‭ ‬القطاع‭ ‬“للعناية‭ ‬المركزة”،‭ ‬لحاجته‭ ‬للدعم‭ ‬المالي‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬الانعتاق‭ ‬من‭ ‬العوز‭ ‬المادي‭ ‬ثم‭ ‬الانطلاق‭. ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬مادي،‭ ‬في‭ ‬نظرنا،‭ ‬لا‭ ‬يلبي‭ ‬الطموحات‭. ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬المزيد،‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬فتح‭ ‬“الخزائن‭ ‬“‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬الممكن‭. ‬وقطعا،‭ ‬بدون‭ ‬الأموال‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبيرة‭ ‬المردود،‭ ‬وبدون‭ ‬المال‭ ‬ستظل‭ ‬الأفكار‭ ‬داخل‭ ‬العقول‭ ‬والدراسات‭ ‬داخل‭ ‬الملفات‭ ‬وبدون‭ ‬المال‭ ‬سيخبو‭ ‬وهج‭ ‬الأمل‭ ‬وتنطفئ‭ ‬الشمعة‭ ‬المضيئة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬النفق‭. ‬وحينها‭ ‬لن‭ ‬نجني‭ ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬المارد‭ ‬بقيادة‭ ‬جيل‭ ‬الإبداع‭ ‬المتشبع‭ ‬بطموح‭ ‬المستقبل‭.‬