العلاقة بين الدولة والمواطن

| عبدعلي الغسرة

تعكس‭ ‬توجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي،‭ ‬فتوجيه‭ ‬جلالته‭ ‬الأخير‭ ‬أثناء‭ ‬ترؤسه‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بشأن‭ (‬عدم‭ ‬إثقال‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الالتزامات،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬البدائل‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬علاقة‭ ‬خدمات‭ ‬ومرافق‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬وجود،‭ ‬فلا‭ ‬وجود‭ ‬للدولة‭ ‬بدون‭ ‬شعب‭ (‬مواطنين‭) ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للمواطنين‭ (‬الشعب‭) ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دولة‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬أسباب‭ ‬المعيشة‭ ‬والسكينة‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭. ‬

لذا،‭ ‬فالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطنين‭ ‬علاقة‭ ‬تبادلية‭ ‬ضمن‭ ‬مؤشر‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬هي‭ ‬واجبات‭ ‬الدولة،‭ ‬وحقوق‭ ‬الدولة‭ ‬هي‭ ‬واجبات‭ ‬المواطنين،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتماد‭ ‬الأولى‭ ‬دون‭ ‬القبول‭ ‬بالثانية‭ ‬حيث‭ ‬تعتمدان‭ ‬على‭ ‬رقي‭ ‬الدولة‭ ‬وتطورها‭ ‬وبثبات‭ ‬المجتمع‭ ‬واستقراره،‭ ‬وهي‭ ‬علاقة‭ ‬تتم‭ ‬بموجب‭ ‬معادلة‭ ‬تتناغم‭ ‬فيها‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وهذا‭ ‬التوجيه‭ ‬الكريم‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬مسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬رغبات‭ ‬المواطنين‭ ‬وتطلعاتهم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشتهم‭. ‬

الدولة‭ ‬العظيمة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مواطنيها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك،‭ ‬فيصبح‭ ‬مواطنوها‭ ‬عُظماء‭ ‬في‭ ‬عيشهم‭ ‬ومكاسبهم‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬من‭ ‬المِنعة‭ ‬والقُوة،‭ ‬يشعرون‭ ‬فيها‭ ‬بالعِزة‭ ‬والكرامة‭ ‬والفخر‭ ‬بالمواطنة‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬إليها،‭ ‬والدولة‭ ‬الكريمة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تساند‭ ‬مواطنيها‭ ‬في‭ ‬أزماتهم‭ ‬وضعفهم،‭ ‬في‭ ‬نجاحاتهم‭ ‬وإبداعاتهم‭ ‬وفي‭ ‬فرحهم‭ ‬وحزنهم،‭ ‬فالقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والمواطنون‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬وطنٍ‭ ‬واحد،‭ ‬فعندما‭ ‬يتألم‭ ‬طرف‭ ‬فالطرف‭ ‬الآخر‭ ‬يتألم‭ ‬أيضًا‭. ‬

إن‭ ‬شعور‭ ‬المواطنين‭ ‬بالأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وعندما‭ ‬تتحقق‭ ‬العدالة‭ ‬تتحد‭ ‬إرادة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والمواطنين‭ ‬وتبتعد‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬وشعبه‭ ‬أنواع‭ ‬الشرور،‭ ‬حيث‭ ‬يعملون‭ ‬معا‭ ‬بكل‭ ‬طاقاتهم‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬بلادهم‭ ‬وتطويرها‭ ‬لينعموا‭ ‬بحياةٍ‭ ‬كريمة‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التوجيه‭ ‬الكريم‭ ‬يؤكد‭ ‬السمو‭ ‬الحضاري‭ ‬الإنساني‭ ‬لقيادتنا‭ ‬السياسية،‭ ‬ويشعرنا‭ ‬بالرعاية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬شعبنا،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بمتابعة‭ ‬أموره‭ ‬المعيشية،‭ ‬ومعالجة‭ ‬كل‭ ‬خلل‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬نقص‭ ‬بحاجات‭ ‬المواطنين،‭ ‬وهذا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬نهج‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بترسيخ‭ ‬جهده‭ ‬وطاقات‭ ‬كل‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أماني‭ ‬وتطلعات‭ ‬المواطنين،‭ ‬ومتابعة‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬للوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بالمواطنين‭.‬