رؤيا مغايرة

التاريخ الأسود للنظام الإيراني

| فاتن حمزة

صرح‭ ‬مؤخراً‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬بأن‭ ‬الممكلة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أسوأ‭ ‬نظام‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والغرب‭ ‬يبني‭ ‬لها‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية‭ ‬ومعامل‭ ‬صواريخ،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬عبارات‭ ‬أغبى‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العبارات،‭ ‬وأضاف‭: ‬“تقوم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بتوفير‭ ‬الإمكانيات‭ ‬النووية‭ ‬لهذه‭ ‬الدولة،‭ ‬وأعلنت‭ ‬أنها‭ ‬ستبني‭ ‬للسعودية‭ ‬مفاعلا‭ ‬نوويا‭ ‬ومراكز‭ ‬إنتاج‭ ‬الصواريخ‭... ‬إذا‭ ‬قاموا‭ ‬بذلك‭ ‬لن‭ ‬أنزعج‭ ‬لأنني‭ ‬أعلم‭ ‬أنها‭ ‬ستقع‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬مجاهدي‭ ‬الإسلام‭ ‬قريبا”،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭.‬

قديماً‭ ‬قالوا‭ ‬“عش‭ ‬رجباً‭ ‬ترى‭ ‬عجباً”‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬شهر‭ ‬رجب‭ ‬سمعنا‭ ‬العجائب‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬وآخرها‭ ‬اتهامات‭ ‬إيران‭ ‬للسعودية‭ ‬بالظلم‭. ‬لو‭ ‬أردنا‭ ‬سرد‭ ‬التاريخ‭ ‬الأسود‭ ‬لجارة‭ ‬السوء‭ ‬إيران‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالدكتاتورية‭ ‬والظلم‭ ‬لاحتجنا‭ ‬إلى‭ ‬مجلدات‭ ‬ضخمة،‭ ‬بل‭ ‬لو‭ ‬اقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬مساوئ‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬لاحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬الحجم‭ ‬نفسه،‭ ‬فظلم‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬منه‭ ‬حتى‭ ‬أقرب‭ ‬المقربين‭ ‬فكيف‭ ‬بالبعيد؟

لن‭ ‬ننسى‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وإرهاب‭ ‬وطائفية‭ ‬وتدمير‭ ‬ودعم‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة،‭ ‬وحرق‭ ‬السفارات‭ ‬وتدخلها‭ ‬بشؤون‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وخليجية‭ ‬وتبنيها‭ ‬الخلايا‭ ‬التجسسية‭ ‬وتمويلها‭.‬

إنها‭ ‬سياسة‭ ‬غير‭ ‬مستغربة‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬ونظامه‭ ‬الظالم‭ ‬المعادي‭ ‬للحريات،‭ ‬وهناك‭ ‬مئات‭ ‬الشواهد‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬حجم‭ ‬المؤامرات‭ ‬والظلم،‭ ‬نعم‭ ‬السعودية‭ ‬ونحن‭ ‬معها‭ ‬نرهب‭ ‬الأعداء،‭ ‬مصداقا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬وَأَعِدُّواْ‭ ‬لَهُم‭ ‬مَّا‭ ‬اسْتَطَعْتُم‭ ‬مِّن‭ ‬قُوَّةٍ‭ ‬وَمِن‭ ‬رِّبَاطِ‭ ‬الْخَيْلِ‭ ‬تُرْهِبُونَ‭ ‬بِهِ‭ ‬عَدْوَّ‭ ‬اللّهِ‭ ‬وَعَدُوَّكُمْ‭)‬،‭ ‬الأنفال‭: ‬60‭.‬

فشتان‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬أجمع‭ ‬الكل‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬سار‭ ‬في‭ ‬ركابه‭ ‬من‭ ‬الأذناب‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬محور‭ ‬الشر،‭ ‬وبين‭ ‬قبلة‭ ‬المسلمين‭ ‬ومقصد‭ ‬العاشقين،‭ ‬شتان‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬علاقته‭ ‬معه‭ ‬لسوء‭ ‬نهجه‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬كسب‭ ‬وده،‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬سوى‭ ‬“رمتني‭ ‬بدائها‭ ‬وانسلت”‭.‬