فجر جديد

المسؤول‭ ‬الفاشل‭ ‬مكانه‭ ‬البيت

| إبراهيم النهام

ما‭ ‬شهدته‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬وغرق‭ (‬مأساوي‭) ‬بمياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬هو‭ ‬مهزلة،‭ ‬وفضح،‭ ‬ومكاشفة‭ ‬لقصور‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬وشئون‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ (‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الوزير‭)‬،‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬بنية‭ ‬تحتية،‭ ‬آمنة،‭ ‬ومتطورة،‭ ‬تواكب‭ ‬تزايد‭ ‬الرقعة‭ ‬السكانية‭ ‬والعمرانية،‭ ‬واحتياجات‭ ‬الناس‭.‬

هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الغائبة،‭ ‬يقابلها‭ ‬قصور‭ ‬فادح‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬بتخصيص‭ ‬الميزانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتطوير‭ ‬الشوارع،‭ ‬وتزويدها‭ ‬بنقاط‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬أسوة‭ ‬ببقية‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬سيظل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ (‬اللا‭ ‬ممكن‭)‬،‭ ‬حتى‭ ‬تُخصص‭ ‬الميزانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لكل‭ ‬ذلك‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬أخذتُ‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬جولة‭ ‬قصيرة‭ ‬في‭ ‬منطقتي‭ (‬الحجيات‭)‬؛‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬حال‭ ‬الشوارع،‭ ‬فصدمتُ‭ ‬بهول‭ ‬المنظر،‭ ‬وغرابة‭ ‬المشاهدات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مقام‭ ‬بلد‭ ‬متحضر،‭ ‬ومتمدن‭ ‬كالبحرين‭.. ‬منها‭: ‬

‭  ‬فتح‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ (‬أغطية‭ ‬البواليع‭) ‬بشكل‭ ‬بدائي؛‭ ‬للمساعدة‭ ‬على‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭.‬

‭ ‬تعطل‭ ‬بعض‭ ‬سيارات‭ (‬الجيب‭) ‬وليس‭ ‬الصغيرة،‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسة‭.‬

‭ ‬اختفاء‭ (‬المرتفعات‭) ‬والأرصفة‭ ‬العريضة‭ ‬تحت‭ ‬موجات‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭.‬

‭ ‬محاولة‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬سحب‭ ‬سيارة‭ ‬سيدة،‭ ‬وصلت‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬مقبض‭ ‬الباب‭.‬

‭ ‬قلب‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬حاويات‭ ‬القمامة‭ ‬بمنتصف‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع؛‭ ‬لإعطاء‭ ‬الإشارة‭ ‬للسائقين‭ ‬القادمين‭ ‬بأن‭ ‬مستوى‭ ‬عمق‭ ‬الماء‭ ‬هنالك‭ ‬كبير،‭ ‬وبه‭ ‬ضرر‭.‬

‭ ‬اتجاه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬عكس‭ ‬اتجاه‭ ‬السير،‭ ‬وازدحام‭ ‬الشوارع‭ ‬وتحولها‭ ‬لفوضى‭ ‬عارمة؛‭ ‬بسبب‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬والتي‭ ‬أقفلتها‭ ‬من‭ ‬الأمام،‭ ‬وأغرقت‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬السيارات‭.‬

والمستغرب‭ ‬ها‭ ‬هنا،‭ ‬بأنه‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬المضر‭ ‬للناس‭ ‬سنويا،‭ ‬والمتلف‭ ‬لأملاكهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬والمعطل‭ ‬لمشاويرهم‭ ‬ويومياتهم،‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬أي‭ ‬إقالة‭ ‬لمسئول‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال،‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬استجوابات‭ ‬برلمانية،‭ ‬أو‭ ‬محاسبة‭ ‬فعلية‭ ‬للوزير‭ ‬المختص‭.‬

هنالك‭ ‬قصور‭ ‬مشترك،‭ ‬يقابله‭ ‬تخاذل‭ ‬وهروب‭ ‬من‭ ‬المشكلة،‭ ‬وطببة‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستحق،‭ ‬بفاتورة‭ ‬باهظة،‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬كلفتها،‭ ‬هذا‭ ‬القصور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬لأسبابه،‭ ‬ومسبباته،‭ ‬مع‭ ‬القناعة‭ ‬الأكيدة‭ ‬بأن‭ (‬المسئول‭ ‬الفاشل‭ ‬مكانه‭ ‬البيت‭)‬،‭ ‬وبأن‭ ‬هنالك‭ ‬كفاءات‭ ‬كثيرة‭ ‬تنتظر‭ -‬بالمقابل‭- ‬الفرصة‭ ‬المستحقة؛‭ ‬لكي‭ ‬تخدم‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭.‬