رؤية‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للسلام‭ ‬العالمي

| عادل عيسى المرزوق

في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬حققت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إنجازًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬عالميًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬جعلها‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬مميزة‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬بمنح‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬درع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للسلام‭ ‬والمحبة،‭ ‬فمسيرة‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬بحرينية‭ ‬المنشأ‭ ‬عالمية‭ ‬الانتشار‭ ‬لإرساء‭ ‬وترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام‭ ‬والمحبة‭ ‬وحماية‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬المؤثرات‭ ‬والمخاطر،‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬منطلقة‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬ونفاذ‭ ‬البصيرة‭ ‬ترجمها‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬إنسانية‭ ‬حضارية‭.‬

ومن‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬صغير‭ ‬المساحة‭ ‬وضع‭ ‬“الإنسان‭ ‬كمحور‭ ‬رئيس‭ ‬للتنمية”،‭ ‬يمكن‭ ‬التأسيس‭ ‬على‭ ‬مرتكزات‭ ‬عديدة‭ ‬أولاها‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مرتبةً‭ ‬عليا‭ ‬لإسهامات‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ليعيش‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬ورخاء‭ ‬واستقرار،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دعم‭ ‬أهداف‭ ‬التعايش‭ ‬والتعددية،‭ ‬وانطلقت‭ ‬رؤية‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬بحث‭ ‬وتحليل‭ ‬وفهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬كضرورة‭ ‬مهمة‭ ‬لابتكار‭ ‬الرؤى‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬للتلاقي‭ ‬الحضاري،‭ ‬ومن‭ ‬أركانها‭ ‬تشخيص‭ ‬ومعالجة‭ ‬كل‭ ‬المهددات‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬البشرية،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬يؤكد‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬النهوض‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬يبدأ‭ ‬بإحلال‭ ‬السلام‭ ‬وتوفير‭ ‬مسببات‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لكل‭ ‬الدول،‭ ‬وأن‭ ‬يتكاتف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬المنشود‭.‬

الحدث‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حملته‭ ‬رسالة‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬بمناسبة‭ ‬إطلاق‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تدشينه‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬نظمتها‭ ‬البعثة‭ ‬الدائمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬“فيينا”‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬اتحاد‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬العالمي‭ ‬“فوبال”،‭ ‬وكان‭ ‬صدى‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬كبيرًا‭ ‬لمضامينها‭ ‬التي‭ ‬أعادت‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬ومكانة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬استمرارية‭ ‬وديناميكية‭ ‬العمل‭ ‬الداعم‭ ‬للجهود‭ ‬العالمية‭ ‬لنشر‭ ‬السلام‭ ‬والوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القضايا‭ ‬العادلة‭ ‬وتحصين‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬والتحولات‭ ‬التي‭ ‬تنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬معطل‭ ‬للتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬الذي‭ ‬تنشده‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭.‬

 

لا‭ ‬تزال‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬تواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تتعاظم‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وهناك‭ ‬حاجة‭ ‬دائمة‭ ‬لمبادرات‭ ‬تتناغم‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬مترابطة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬وحدودها‭ ‬الجغرافية‭ ‬بل‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬متطلبات‭ ‬التلاقي‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الشعوب،‭ ‬ويحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬كبحرينيين‭ ‬بالإشادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬بمرئيات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬البحرين‭ ‬بمكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬وإيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بمجتمع‭ ‬كوني‭ ‬تسوده‭ ‬معاني‭ ‬التسامح‭ ‬والاحترام‭ ‬والتنوع‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭.‬