محمد بن راشد... عراب نمط المدينة الدولة

| عمر علي البدوي

احتفلت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بمرور‭ ‬خمسين‭ ‬عاماً‭ ‬قضاها‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬وولي‭ ‬عهد‭ ‬البلاد‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بلاده‭ ‬وشعبه،‭ ‬واحتفت‭ ‬بجهوده‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬وإشادة‭ ‬عالميين،‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬دبي‭ ‬قبلة‭ ‬ونموذجاً‭ ‬مهماً،‭ ‬وطبعت‭ ‬بحركيته‭ ‬ونبوغ‭ ‬أفكاره‭ ‬وتقدميته‭ ‬الكبيرة‭.‬

وفي‭ ‬لحظة‭ ‬تفيض‭ ‬بالتقدير،‭ ‬قال‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬ورائد‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬للمملكة‭ ‬والمنطقة،‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬سابق‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬إن‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وقدم‭ ‬نموذجاً‭ ‬ملهماً‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬يُحتذى‭ ‬به،‭ ‬وأشاد‭ ‬بالنجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬دبي‭ ‬والتطور‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭.‬

ويعدّ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬عرّاب‭ ‬نمط‭ ‬“المدينة‭ ‬الدولة”‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬تنهض‭ ‬المدينة‭ ‬ككيان‭ ‬مستقل‭ ‬وبتجاوب‭ ‬أسرع‭ ‬وخطة‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬جغرافيتها‭ ‬وطبيعتها،‭ ‬ونجح‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬إبان‭ ‬فترة‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية،‭ ‬إذ‭ ‬أتاحت‭ ‬الفرصة‭ ‬لأوروبا‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بداية‭ ‬أفضل‭ ‬وأسرع‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬الكبرى‭. ‬وفيما‭ ‬المنطقة‭ ‬تعاني،‭ ‬وتئن‭ ‬أعرق‭ ‬حواضرها‭ ‬وعواصمها‭ ‬العتيقة‭ ‬نظير‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬والتخريب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬وتتخلف‭ ‬تلك‭ ‬المدن‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬منارات‭ ‬للتقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬والمعاصرة،‭ ‬كانت‭ ‬عروس‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬“دبي”‭ ‬تنهض‭ ‬بتؤدة‭ ‬باتجاه‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬عاصمة‭ ‬للتجارة‭ ‬والإعلام‭ ‬والأعمال،‭ ‬تنهض‭ ‬برؤى‭ ‬حاكمها‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬مشواره‭ ‬منذ‭ ‬نصّب‭ ‬ولياً‭ ‬لعهد‭ ‬الإمارة‭ ‬في‭ ‬التسعينات‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬رؤاه‭ ‬وأفكاره‭ ‬وحماسته‭ ‬مبكراً‭ ‬في‭ ‬تراب‭ ‬المدينة‭ ‬وروحها،‭ ‬حتى‭ ‬أضحت‭ ‬اليوم‭ ‬رائدة‭ ‬المدن‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تحضرها‭ ‬وفعاليتها‭.‬

وجاء‭ ‬يوم‭ ‬تولي‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬حكم‭ ‬دبي‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الإمارات‭ ‬والمنطقة،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬قبل‭ ‬13‭ ‬عاماً‭ ‬بداية‭ ‬رحلة‭ ‬جديدة‭ ‬ملهمة‭ ‬لقائد‭ ‬جعل‭ ‬الرقم‭ ‬واحد‭ ‬حقيقة‭ ‬وواقعاً‭ ‬يشهد‭ ‬بهما‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬التسامح‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬البلاد‭ ‬شعاراً‭ ‬لها‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬الجاري،‭ ‬تزهو‭ ‬الإمارات‭ ‬بهذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬أشعت‭ ‬أنوار‭ ‬المحبة‭ ‬والتعايش‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭. ‬“إيلاف”‭.‬