زبدة القول

هل اقتربت نهاية هذا الحزب؟

| د. بثينة خليفة قاسم

جرت‭ ‬العادة‭ ‬أن‭ ‬الأحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تخاف‭ ‬من‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات‭ ‬وتقوم‭ ‬بالتشكيك‭ ‬في‭ ‬نتائجها،‭ ‬وقد‭ ‬تقوم‭ ‬أحيانا‭ ‬بتوجيه‭ ‬الاتهامات‭ ‬للحكومة‭ ‬أو‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬مقدما‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬انقلبت‭ ‬الأوضاع،‭ ‬فبعد‭ ‬الهزيمة‭ ‬المدوية‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬لحزب‭ ‬أردوغان‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬الذي‭ ‬يتزعمه‭ ‬أردوغان‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬ويشكك‭ ‬فيها‭ ‬ويماطل‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬هزيمته‭ ‬للجماهير،‭ ‬لم‭ ‬يتخيل‭ ‬أردوغان‭ ‬وحزبه‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬إسطنبول‭ ‬الكبيرة،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬أردوغان‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬ميلاده‭ ‬السياسي‭ ‬والتي‭ ‬عمل‭ ‬رئيسا‭ ‬لبلديتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

لكن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬النتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬للانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬التصادمية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬أوروبا‭ ‬وأميركا،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الكبيرة‭ ‬مثل‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬خسرت‭ ‬تركيا‭ ‬استثماراتها‭ ‬بسبب‭ ‬السياسات‭ ‬تجاهها‭.‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬أمام‭ ‬الحزب‭ ‬سوى‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬القبضة‭ ‬الحديدية‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬والتي‭ ‬أحدثت‭ ‬غضبا‭ ‬لدى‭ ‬فئات‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬الشعب،‭ ‬والواضح‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أنه‭ ‬سيمضي‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات‭ ‬سيرا‭ ‬وراء‭ ‬الجناح‭ ‬المتشدد‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬ويطالب‭ ‬بإلغائها،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬النتيجة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬واحدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬فالغضب‭ ‬والرفض‭ ‬الجماهيري‭ ‬للحزب‭ ‬وصل‭ ‬مداه،‭ ‬سواء‭ ‬قام‭ ‬بالتزوير‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يقم،‭ ‬أخذا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬خيارات‭ ‬أردوغان‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ليست‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬أمام‭ ‬الحزب‭ ‬سوى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الطمع‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬القطري‭ ‬الوفير‭ ‬لكي‭ ‬يستعيض‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬فقدها‭.‬

فهل‭ ‬سيستطيع‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أرصدة‭ ‬الشعب‭ ‬القطري‭ ‬لصديقه‭ ‬الوحيد،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬نهاية‭ ‬حكم‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬تركيا؟‭.‬