ذكرى احتلال العـراق

| عبدعلي الغسرة

في‭ ‬أبريل‭ ‬2019م‭ ‬تمر‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬للغزو‭ ‬الأميركي‭ ‬والفارسي‭ ‬والصهيوني‭ ‬والغربي‭ ‬للعراق،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬بموجبه‭ ‬تسليم‭ ‬العراق‭ ‬وشعبه‭ ‬رهينة‭ ‬للنظام‭ ‬الفارسي‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬هوية‭ ‬العراق‭ ‬وتفتيت‭ ‬شعبه‭ ‬وتجزئة‭ ‬محافظاته‭ ‬إلى‭ ‬أقاليم‭ (‬سنية‭ ‬وشيعية‭ ‬وكردية‭). ‬16‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬المُمنهج‭ ‬للعراق‭ ‬وسرقة‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬ثرواته،‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬بهوية‭ ‬العراق‭ ‬العربية‭ ‬وإبعاده‭ ‬عن‭ ‬أمته‭ ‬العربية،‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬النهب‭ ‬دون‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬العراق،‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬البناء‭ ‬ومَن‭ ‬يُدير‭ ‬أمر‭ ‬العراق‭ ‬جاء‭ ‬ليسرق‭ ‬ويهدم‭ ‬ويحرق‭ ‬ويهتك‭ ‬ويجتث‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حقٌ‭ ‬طبيعي‭ ‬للعراق‭.‬

لقد‭ ‬حولت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفارسي‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬كانتونات‭ ‬طائفية،‭ ‬وهذا‭ ‬التقسيم‭ ‬الطائفي‭ ‬السياسي‭ ‬والإداري‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عجز‭ ‬العراق‭ ‬وغياب‭ ‬دولته‭ ‬الوطنية،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬شعبه‭ ‬المُهاب‭ ‬يعيش‭ ‬غريبًا‭ ‬على‭ ‬ترابه،‭ ‬وما‭ ‬يحصل‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬نتيجة‭ ‬للصراع‭ ‬الطائفي‭ ‬والسياسي‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬وثمراتها،‭ ‬صراع‭ ‬يقوده‭ ‬ويؤججه‭ ‬الفكر‭ ‬الطائفي‭ ‬للمُحتل‭ ‬الذي‭ ‬كافحته‭ ‬وطردته‭ ‬دولة‭ ‬17‭ ‬ــ‭ ‬30‭ ‬تموز‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬فجاء‭ ‬أولئك‭ ‬قبل‭ ‬16‭ ‬عاما‭ ‬ونهشوا‭ ‬العراق‭ ‬وعملوا‭ ‬على‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عراقي‭ ‬وعربي،‭ ‬أرضًا‭ ‬وشعبًا‭ ‬وتاريخا‭ ‬وثروات‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬نهب‭ ‬وتدمير‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬والجولان،‭ ‬في‭ ‬الأحواز‭ ‬ولواء‭ ‬الإسكندرون‭ ‬والجزر‭ ‬العربية‭ ‬الثلاث،‭ ‬ويتوافق‭ ‬مع‭ ‬استراتيجية‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬المناهضة‭ ‬لمشروع‭ ‬النهوض‭ ‬العربي،‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكفها‭ ‬ما‭ ‬سلبته‭ ‬من‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬والانشقاقات‭ ‬التي‭ ‬أوجدتها‭ ‬والفتن‭ ‬الطائفية‭ ‬التي‭ ‬غرستها‭ ‬بل‭ ‬أججت‭ ‬المعارك‭ ‬البينية‭ ‬الهالكة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أقطارنا‭ ‬العربية‭.‬

إن‭ ‬العراق،‭ ‬عراق‭ ‬الإنسان‭ ‬العراقي‭ ‬المتآخي‭ ‬بأطيافه‭ ‬الوطنية‭ ‬يرفض‭ ‬التقسيم‭ ‬ويرفض‭ ‬الانتماء‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬عراقٍ‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬عراقه‭ ‬الأصيل،‭ ‬فالشعب‭ ‬العراقي‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وثرواته،‭ ‬ومستقبل‭ ‬العراق‭ ‬سيكون‭ ‬لمن‭ ‬سيَفكُ‭ ‬قيده‭ ‬من‭ ‬أغلال‭ ‬الاحتلال‭.‬