فجر جديد

لمن تُبنى كل هذه الجامعات؟

| إبراهيم النهام

تداولت‭ ‬الصحف،‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أخيرًا،‭ ‬خبرًا‭ ‬مفاده‭ ‬قرب‭ ‬افتتاح‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة‭ ‬جديدة‭ ‬نهاية‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يغرق‭ ‬به‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬بأعداد‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬الجامعية‭ ‬الثلاث‭.‬

ولم‭ ‬يلاق‭ ‬الخبر‭ ‬تجاوبًا‭ ‬إيجابيًّا‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬التذمر،‭ ‬والسخط،‭ ‬والغضب،‭ ‬حاضرًا،‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة‭ ‬أوجزها‭ ‬كالتالي‭:‬

‭# ‬حضور‭ ‬الكوادر‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والإدارية‭ ‬البحرينية‭ ‬بأغلب‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬تام،‭ ‬فهي‭ ‬–بالغالب‭- ‬للأجانب‭ ‬أولاً،‭ ‬وثانيًا،‭ ‬وثالثًا،‭ ‬والمواطن‭ ‬بها‭ ‬مُجرد‭ ‬ضيف‭.‬

‭# ‬يُسكّن‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بوظائف‭ ‬بسيطة‭ ‬تمثل‭ (‬ذرًّا‭ ‬للرماد‭ ‬في‭ ‬العيون‭)‬،‭ ‬كالاستقبال،‭ ‬المراسلين،‭ ‬الكتبة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬بشع،‭ ‬ومستنسخ‭ ‬في‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬قبالة‭ ‬تفضيل‭ ‬الأجنبي‭.‬

‭# ‬يشجع‭ ‬غياب‭ ‬الإلزام‭ ‬القانوني‭ ‬لتوظيف‭ ‬البحرينيين‭ ‬بمؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والجامعات‭ (‬كأولوية‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬يغتنم‭ ‬الأجانب‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬كعكة‭ ‬الوظائف‭ ‬ذات‭ ‬المزايا‭ ‬المعيشية‭ ‬والوظيفية‭ ‬المميزة،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطن‭.‬

‭# ‬يتساءل‭ ‬الكثيرون‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الدولة‭ ‬لأن‭ ‬تولي‭ ‬قطاع‭ (‬السياحة‭ ‬التعليمية‭) ‬أولوية‭ ‬كبرى،‭ ‬دون‭ ‬إشراك‭ ‬فاعل‭ ‬للمواطن‭.‬

‭# ‬يفوق‭ ‬عدد‭ ‬العاطلين‭ ‬البحرينيين‭ ‬ما‭ ‬يتحمله‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬فعليًّا،‭ ‬يقابله‭ ‬هذا‭ ‬التزايد‭ ‬المضطرد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬والتي‭ ‬يصنف‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬حلحلة‭ ‬ملف‭ ‬العاطلين‭ ‬بــ‭(‬المتآكل‭).‬

‭# ‬غياب‭ ‬الدور‭ ‬التنسيقي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬لإحلال‭ ‬التخصصات‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬فعليًّا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الدولة‭ ‬لأن‭ ‬تستعين‭ ‬بالأجنبي‭ ‬لغياب‭ ‬الخبرات‭ ‬والمؤهلات‭ ‬المطلوبة‭.‬

‭# ‬تُلزم‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬بدفع‭ ‬كلفة‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية‭ ‬أسوة‭ ‬بالطالب‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وهي‭ ‬عادة‭ ‬غير‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يمنح‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬خصمًا‭ ‬ماليًّا‭ ‬خاصًّا‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الملاحظات‭ ‬التي‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬نبض‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني،‭ ‬تدفعنا‭ ‬للتساؤل‭: ‬هل‭ ‬تحولت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬لحصالة‭ ‬يكنُز‭ ‬خلالها‭ ‬أصحاب‭ ‬المال‭ ‬الثروة،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬لأي‭ ‬اعتبارات‭ ‬أخرى؟‭ ‬ولماذا‭ ‬تتجاهل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬التجاوب‭ ‬والرد‭ ‬والتفسير‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؟