التغيير وإسقاطهم الحل الوحيد

| فلاح هادي الجنابي

يعتبر‭ ‬موضوع‭ ‬التغيير‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬تعاظم‭ ‬الدور‭ ‬السلبي‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬منذ‭ ‬40‭ ‬عاما،‭ ‬والذي‭ ‬تجاوز‭ ‬ليس‭ ‬الحدود‭ ‬الإيرانية‭ ‬فقط‭ ‬إنما‭ ‬حدود‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بحالها،‭ ‬حيث‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة،‭ ‬قضية‭ ‬تمس‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬لهذا‭ ‬فإنه‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يطالب‭ ‬فيه‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وبإلحاح‭ ‬بتغيير‭ ‬النظام،‭ ‬فإننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬تتطلع‭ ‬لإجراء‭ ‬تغيير‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬يتم‭ ‬بموجبه‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬التدخلات‭.‬

السؤال‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬التغيير‭ ‬السياسي‭ ‬ممكن‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬الحاكمة؟‭ ‬من‭ ‬صدق‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬أسس‭ ‬ومبادئ‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه،‭ ‬فهذا‭ ‬النظام‭ ‬بمثابة‭ ‬حالة‭ ‬منغلقة‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬ومنعزلة‭ ‬عن‭ ‬العالم،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬شكله‭ ‬ونوعه‭ ‬وحجمه‭ ‬ويؤمن‭ ‬بأمر‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أفكاره‭ ‬ومبادئه‭ ‬هي‭ ‬الصحيحة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬بغيرها‭!‬

الرهان‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬مزاعم‭ ‬الاعتدال‭ ‬والإصلاح‭ ‬التي‭ ‬يحمل‭ ‬لواءها‭ ‬جناح‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬أثبتت‭ ‬الأيام‭ ‬خيبته‭ ‬وعدم‭ ‬جدواه‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬أدعياء‭ ‬الإصلاح‭ ‬والاعتدال‭ ‬الذين‭ ‬حكموا‭ ‬“ويحكمون‭ ‬الآن”‭ ‬إيران،‭ ‬لم‭ ‬يخطوا‭ ‬ولو‭ ‬خطوة‭ ‬واحدة‭ ‬بذلك‭ ‬الاتجاه،‭ ‬إنما‭ ‬ظلت‭ ‬مزاعمهم‭ ‬مجرد‭ ‬ألفاظ‭ ‬وكلمات‭ ‬رنانة‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬سبيلا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬خداعه‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬بشعارات‭ ‬الإصلاح‭ ‬والاعتدال‭ ‬وإيهامه‭ ‬بتحسين‭ ‬أوضاعه‭ ‬المعيشية‭ ‬“كما‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬الملا‭ ‬روحاني”،‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬انتفاضته‭ ‬الأخيرة‭ ‬رفضه‭ ‬القاطع‭ ‬ليس‭ ‬للتيار‭ ‬المتشدد‭ ‬الذي‭ ‬جسده‭ ‬في‭ ‬شعار‭ ‬الموت‭ ‬للديكتاتور،‭ ‬إنما‭ ‬للتيار‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬يزعم‭ ‬الإصلاح‭ ‬والاعتدال‭ ‬بقيادة‭ ‬الملا‭ ‬روحاني،‭ ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬بدأ‭ ‬يطالب‭ ‬بجدية‭ ‬بالغة‭ ‬بتغيير‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬لكن‭ ‬وكما‭ ‬أكدنا‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬طفيفا‭ ‬بسبب‭ ‬تكوينه‭ ‬الفكري‭ ‬المتطرف،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬أي‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام،‭ ‬لأنه‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬الممكن‭ ‬في‭ ‬هكذا‭ ‬حالات‭ ‬والذي‭ ‬تكفله‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المرعية‭ ‬الدولية‭.‬

 

مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بنظر‭ ‬الاعتبار‭ ‬التأثيرات‭ ‬الكبيرة‭ ‬لانتفاضة‭ ‬28‭ ‬كانون‭ ‬الأول2017‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬جعلها‭ ‬قضية‭ ‬التغيير‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ولا‭ ‬مناص‭ ‬منها،‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬كارثة‭ ‬السيول‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬التغيير‭ ‬وحتميته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬ثابتا‭ ‬عجز‭ ‬النظام‭ ‬وفشله‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأمور‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬للسيول‭ ‬بإهماله‭ ‬المتعمد،‭ ‬فإن‭ ‬التغيير‭ ‬صار‭ ‬ممكنا‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬الأوضاع‭ ‬والظروف‭ ‬والتطورات‭ ‬الداخلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬تدعو‭ ‬لذلك‭ ‬وتجعله‭ ‬أمرا‭ ‬ممكنا‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬الشعب‭ ‬يقف‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬جبهة‭ ‬واحدة‭ ‬ويؤمن‭ ‬بشعاراتها‭ ‬الأساسية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬شعار‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭. ‬“الحوار”‭.‬

 

“الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬انتفاضته‭ ‬الأخيرة‭ ‬رفضه‭ ‬القاطع‭ ‬للتيار‭ ‬المتشدد‭ ‬بشعار‭ ‬“الموت‭ ‬للديكتاتور”،‭ ‬والتيار‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬يزعم‭ ‬الإصلاح‭ ‬والاعتدال”‭.‬