فجر جديد

مطالب أهالي عراد

| إبراهيم النهام

التقرير‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬البلاد‭ ‬أخيرا‭ ‬عن‭ ‬مطالبة‭ ‬أهالي‭ ‬مجمع‭ (‬243‭) ‬بقرية‭ ‬عراد‭ ‬بإعادة‭ ‬الأرض‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬خُصصت‭ ‬لأحدهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬متنفسا‭ ‬للناس،‭ ‬ولفعالياتهم‭ ‬المختلفة،‭ ‬تمثل‭ ‬نموذجا‭ ‬سوداويا‭ ‬لحالات‭ ‬أخرى‭ ‬شبيهة،‭ ‬لا‭ ‬يُنظر‭ ‬بها‭ ‬للمواطن،‭ ‬ولاحتياجاته‭ ‬الملحة‭.‬

وتبدأ‭ ‬الواقعة‭ ‬المذكورة‭ ‬حين‭ ‬رصد‭ ‬الأهالي‭ ‬التسوير‭ ‬المباغت‭ ‬للأرض‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬مخبز‭ (‬دلمون‭)‬،‭ ‬والبدء‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنشائية،‭ ‬منبئة‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري‭ ‬قادم،‭ ‬بقرية‭ ‬صغيرة‭ ‬تعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬المنافذ،‭ ‬وتزايد‭ ‬السيارات،‭ ‬والورش‭ ‬الصناعية،‭ ‬والضوضاء،‭ ‬والصخب‭.‬

وحدثني‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنين،‭ ‬ويدعي‭ (‬أحمد‭ ‬الخاجة‭) ‬بأنه‭ ‬انتهى‭ ‬للتو‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬منزل‭ ‬العمر،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استنزف‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير،‭ ‬بقوله‭ ‬“منزلي‭ ‬يقابل‭ ‬الأرض‭ ‬مباشرة،‭ ‬فلك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬حجم‭ ‬الازدحام،‭ ‬والضيق‭ ‬الذي‭ ‬سأعانيه،‭ ‬أنا‭ ‬وأفراد‭ ‬أسرتي‭ ‬وبقية‭ ‬الجيران،‭ ‬مع‭ ‬موجة‭ ‬الازدحامات‭ ‬والضوضاء‭ ‬التي‭ ‬ستتسبب‭ ‬بها‭ ‬المحال‭ ‬الخاصة‭ ‬به”‭.‬

ويضيف‭ ‬بتأفف‭ ‬“لو‭ ‬كنت‭ ‬أعلم‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬مسبقا،‭ ‬لشددتُ‭ ‬منزلي‭ ‬بمكان‭ ‬آخر”‭.‬

الأهالي‭ ‬حين‭ ‬التقيتهم،‭ ‬ومنهم‭ ‬متقاعدون‭ ‬خدموا‭ ‬البحرين‭ ‬بشبابهم‭ ‬ودمائهم،‭ ‬كانوا‭ ‬بحالة‭ ‬مؤسفة‭ ‬من‭ ‬الاحتقان،‭ ‬والغضب،‭ ‬والانزعاج‭ ‬مما‭ ‬يجري،‭ ‬وقالوا‭ ‬بالحرف‭ ‬“في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬ننتظر‭ ‬فيه‭ ‬الفرج،‭ ‬بتوسعة‭ ‬المنافذ،‭ ‬وفتح‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة،‭ ‬بوعود‭ ‬قائمة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2002،‭ ‬جاءت‭ ‬الرياح‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬تشتهي‭ ‬السفن”‭.‬

إن‭ ‬القرارات‭ ‬الفجائية‭ ‬في‭ ‬تمليك‭ ‬الأراضي‭ ‬العامة،‭ ‬إرضاء‭ ‬لشخوص‭ ‬فردية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أهالي‭ ‬المناطق،‭ ‬لهي‭ ‬قرارات‭ ‬مخالفة‭ ‬للصواب،‭ ‬وبها‭ ‬ظلم‭ ‬بين‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬فلماذا‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬كله؟‭ ‬ولأجل‭ ‬من؟‭ ‬وهل‭ ‬سنرى‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬موقفا‭ ‬شجاعا‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬لإرضاء‭ ‬أهالي‭ ‬عراد‭ ‬الكرام؟‭ ‬أم‭ ‬سيكون‭ ‬التجاهل‭ ‬والصمت‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬القائم‭.‬