ورطة نظام الملالي القاتلة

| فلاح هادي الجنابي

يواجه‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬موقفا‭ ‬عصيبا‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬واجه‭ ‬مثله‭ ‬أبدا‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬حكمه،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬مخططاته‭ ‬صارت‭ ‬تفتضح‭ ‬الواحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬وصار‭ ‬أمره‭ ‬مكشوفا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بوسعه‭ ‬التحايل‭ ‬وممارسة‭ ‬ألاعيبه‭ ‬القذرة‭ ‬وخداع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬والتمويه‭ ‬عليهم،‭ ‬والمشكلة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬النظام‭ ‬يفقد‭ ‬صوابه‭ ‬وتوازنه‭ ‬معا،‭ ‬أن‭ ‬المصائب‭ ‬تأتيه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب،‭ ‬إذ‭ ‬يبدو‭ ‬أشبه‭ ‬بذلك‭ ‬الذي‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬حفرة‭ ‬عميقة‭ ‬فيأتيه‭ ‬الماء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬ضيقت‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬عليه‭ ‬الخناق‭ ‬وجعلته‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬مستحقات‭ ‬عملائه‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬والأذرع‭ ‬الأخرى‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة،‭ ‬صارت‭ ‬شكاوى‭ ‬عملائه‭ ‬ومرتزقته‭ ‬تتصاعد‭ ‬جراء‭ ‬ذلك،‭ ‬وكارثة‭ ‬السيول‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬أغلب‭ ‬المحافظات‭ ‬الإيرانية‭ ‬وخلفت‭ ‬وراءها‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬لشعب‭ ‬تكاد‭ ‬الخسارة‭ ‬تصبح‭ ‬ظلا‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬مجيء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدجالين‭ ‬للحكم،‭ ‬لكن،‭ ‬وبفضل‭ ‬الدور‭ ‬التوعوي‭ ‬غير‭ ‬العادي‭ ‬لمنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وتمكنها‭ ‬من‭ ‬توضيح‭ ‬الحقائق‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬وإثبات‭ ‬تقصير‭ ‬النظام‭ ‬القمعي‭ ‬وخيانته‭ ‬الشعب‭ ‬بتسببه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬لإهماله‭ ‬المتعمد‭ ‬والمقصود‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وتهميشه‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بأعمال‭ ‬الإغاثة‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والمصيبة‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بإغاثة‭ ‬المنكوبين‭ ‬فإنه‭ ‬بث‭ ‬أجهزته‭ ‬القمعية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬لخوفه‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬فأي‭ ‬نظام‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬ينشغل‭ ‬بمطاردة‭ ‬الوطنيين‭ ‬المخلصين‭ ‬لشعوبهم‭ ‬ويهمل‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المنكوبين؟

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬يواجه‭ ‬اليوم‭ ‬ورطة‭ ‬قاتلة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬النجاة‭ ‬منها‭ ‬أبدا‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬إغلاق‭ ‬معظم‭ ‬الأبواب‭ ‬بوجهه‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬لديه‭ ‬ساحات‭ ‬أو‭ ‬مجال‭ ‬لكي‭ ‬يقوم‭ ‬بالمناورات‭ ‬المخادعة،‭ ‬لقد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬التحرك‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬نحو‭ ‬هاوية‭ ‬السقوط‭ ‬التي‭ ‬تنتظره‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر،‭ ‬وإن‭ ‬جولات‭ ‬الملا‭ ‬روحاني‭ ‬وجلاوزة‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬المأساوي‭ ‬الكارثي‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬الشعب‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬السيول،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬بالأساس‭ ‬مهموم‭ ‬والمشاكل‭ ‬تنهال‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬بسبب‭ ‬السياسات‭ ‬المشبوهة‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭.‬

الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وعندما‭ ‬يسخر‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬ويلعنه‭ ‬وهو‭ ‬يواجه‭ ‬كارثة‭ ‬السيول،‭ ‬فإن‭ ‬النظام‭ ‬صار‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬أوراقه‭ ‬احترقت‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يعني‭ ‬الشعب‭ ‬وأنه‭ ‬مهما‭ ‬عمل‭ ‬وحاول‭ ‬وبذل‭ ‬من‭ ‬جهود،‭ ‬فإن‭ ‬الشعب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يركن‭ ‬ويطمئن‭ ‬إليه‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ذاق‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬المصائب‭ ‬والمحن،‭ ‬وهو‭ ‬كالجراثيم‭ ‬السامة‭ ‬المهلكة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬معها‭ ‬سوى‭ ‬الإبادة‭. ‬“الحوار”‭.‬