ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... كذبة مقاومة إسرائيل

| د. طارق آل شيخان الشمري

حتى‭ ‬لا‭ ‬نكون‭ ‬غير‭ ‬منصفين‭ ‬في‭ ‬اتهامنا‭ ‬لأعدائنا‭ ‬أبناء‭ ‬العمومة‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد،‭ ‬أي‭ ‬الكسرويين‭ ‬الفرس‭ ‬والطورانيين‭ ‬في‭ ‬تدميرهم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬واحتلال‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تدمر‭ ‬هويته‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬مقابل‭ ‬أن‭ ‬تسوق‭ ‬فيه‭ ‬عظمة‭ ‬وقوة‭ ‬الإنسان‭ ‬الكسروي‭ ‬الفارسي‭ ‬والإنسان‭ ‬الطوراني،‭ ‬نقول‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نكون‭ ‬غير‭ ‬منصفين،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬الطورانيون‭ ‬والكسرويون‭ ‬الفرس‭ ‬بالأمة‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬المسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي،‭ ‬أثبت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أنهم‭ ‬يسعون‭ ‬للانتقام‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬لأنهم‭ ‬يحملون‭ ‬حقدا‭ ‬دفينا‭ ‬عليه،‭ ‬ولأنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالنقص‭ ‬العرقي‭ ‬والعنصري‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬الذين‭ ‬مرغوا‭ ‬أنوف‭ ‬آباء‭ ‬وأجداد‭ ‬هؤلاء،‭ ‬والذين‭ ‬كانوا‭ ‬مجوسا‭ ‬ووثنيين،‭ ‬وقام‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬بإدخالهم‭ ‬الإسلام‭.‬

هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬نراها‭ ‬بأعيننا،‭ ‬فحينما‭ ‬يتفاخر‭ ‬الكسرويون‭ ‬الفرس‭ ‬باحتلالهم‭ ‬أربع‭ ‬عواصم‭ ‬عربية،‭ ‬وليس‭ ‬طبعا‭ ‬بهزيمتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬واحتلالهم‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬فإن‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬شيئا‭ ‬واحدا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬واحتلال‭ ‬بلدانهم‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬القذرة،‭ ‬أما‭ ‬الطورانيون‭ ‬الذين‭ ‬سهلوا‭ ‬احتلال‭ ‬فلسطين‭ ‬ومكنوا‭ ‬اليهود‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مفاصل‭ ‬الرجل‭ ‬الموبوء،‭ ‬ليقوموا‭ ‬بالتسلل‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬ويحتلوها،‭ ‬فعلاقتهم‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬واضحة‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس،‭ ‬والرحلات‭ ‬العشر‭ ‬اليومية‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬تلك‭ ‬الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬واضحة،‭ ‬والتعاون‭ ‬العسكري‭ ‬بينهم‭ ‬واضح‭ ‬تماما،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬السيسي‭ ‬العربي‭ ‬والأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬العربي‭ ‬والشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬هم‭ ‬خط‭ ‬المقاومة‭ ‬ضد‭ ‬الطورانيين‭ ‬والكسرويين‭ ‬الفرس‭ ‬بزعامة‭ ‬مسيلمة‭ ‬طورانيا‭ ‬والمنافق‭ ‬الطوراني،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬العرب‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬ضد‭ ‬المشروع‭ ‬الطوراني‭ ‬القذر‭ ‬لإعادة‭ ‬الاحتلال‭ ‬للأرض‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬الطورانيين‭ ‬والكسرويين‭ ‬ينظرون‭ ‬للقاهرة‭ ‬وأبوظبي‭ ‬والرياض‭ ‬بأنها‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬وليست‭ ‬إسرائيل‭.‬

إن‭ ‬احتلال‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي،‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬والحلم‭ ‬الأول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الكسرويين‭ ‬الفرس‭ ‬والطورانيين‭ ‬وليس‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فالتصريحات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يطلقها‭ ‬هؤلاء‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬القذرة‭ ‬بحرق‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أحرقتنا‭ ‬نحن‭ ‬بأربع‭ ‬عواصم‭ ‬محتلة،‭ ‬وتجنيد‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬عميل‭ ‬وخائن‭ ‬كما‭ ‬صرحوا‭ ‬مؤخرا،‭ ‬أما‭ ‬الطورانيون‭ ‬بزعامة‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني،‭ ‬فقد‭ ‬ملأوا‭ ‬الدنيا‭ ‬صراخا‭ ‬وتهديدا‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يطلق‭ ‬أحد‭ ‬رصاصة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬شهيدا‭ ‬طورانيا‭ ‬واحدا‭ ‬مقابل‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬العرب،‭ ‬لكنه‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬استهدف‭ ‬مصر‭ ‬والإمارات‭ ‬والسعودية،‭ ‬لأنهم‭ ‬وقفوا‭ ‬ضده‭ ‬وأفشلوا‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬الملعونة،‭ ‬بمشاركة‭ ‬الكسرويين‭ ‬الفرس‭ ‬وإدارة‭ ‬أوباما‭ ‬ودعم‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية‭ ‬والإخوان‭ ‬المسلمين‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬