سوالف

رسالة للأغبياء... البحرين حضارة متكاملة من الديمقراطية

| أسامة الماجد

الجو‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬الرئة‭ ‬التي‭ ‬تتنفس‭ ‬منها‭ ‬قوى‭ ‬الإبداع،‭ ‬ومع‭ ‬الديمقراطية‭ ‬تخلق‭ ‬الحضارات‭ ‬المبدعة،‭ ‬وتكوين‭ ‬هذه‭ ‬الحضارات‭ ‬المبدعة‭ ‬يفترض‭ ‬أولا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬العناية‭ ‬بالعنصر‭ ‬الإنساني‭ ‬وإفساح‭ ‬المجال‭ ‬له‭ ‬كي‭ ‬يعطي‭ ‬كامل‭ ‬مداه‭ ‬ويطلق‭ ‬شامل‭ ‬طاقاته،‭ ‬وهذه‭ ‬العناية‭ ‬بالعنصر‭ ‬الإنساني‭ ‬تتطلب‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬تتطلب‭ ‬جوا‭ ‬ديمقراطيا‭ ‬ييسر‭ ‬التفتح‭ ‬والازدهار،‭ ‬والبحرين‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لسيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فتحت‭ ‬باب‭ ‬الحريات‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الديمقراطية‭ ‬البحرينية‭ ‬مثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬فمجال‭ ‬التفكير‭ ‬والتعبير‭ ‬والاعتقاد‭ ‬بلغ‭ ‬أقصى‭ ‬مدى،‭ ‬لكن‭ ‬مازالت‭ ‬هناك‭ ‬“فئة”‭ ‬من‭ ‬الحاقدين‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬تثرثر‭ ‬في‭ ‬الفضائيات‭ ‬العفنة‭ ‬بأفواهها‭ ‬السوداء‭ ‬المفزعة‭ ‬وتدعي‭ ‬زورا‭ ‬وكذبا‭ ‬أن‭ ‬الجو‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مخنوق‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬بتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬النور،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬“الخونة”‭ ‬وبأنفسهم‭ ‬كانوا‭ ‬يكتبون‭ ‬بمداد‭ ‬الحريات‭ ‬ويعبرون‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬الأعمدة‭ ‬والمقالات‭ ‬والأخبار‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭ ‬وتفكير‭ ‬حر،‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬مارسوا‭ ‬حرية‭ ‬الكتابة‭ ‬بدون‭ ‬“التزام‭ ‬ووطنية”‭ ‬لم‭ ‬يقترب‭ ‬أحد‭ ‬منهم‭ ‬ويمنعهم‭.‬

هؤلاء‭ ‬عندما‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الحريات‭ ‬والديمقراطية‭ ‬البحرين،‭ ‬كانوا‭ ‬يدعون‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬عليهم‭ ‬وقمعهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانوا‭ ‬فيه‭ ‬يكتبون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬إعلامهم‭ ‬ويقيمون‭ ‬معسكرات‭ ‬من‭ ‬الفبركة‭ ‬والخطب‭ ‬والأخبار،‭ ‬واليوم‭ ‬نقلوا‭ ‬أكاذيبهم‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬مستودعات‭ ‬الحضيض‭ ‬بالشوارع‭ ‬الأوروبية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الإيرانية‭ ‬القبيحة‭ ‬المتعفنة،‭ ‬نماذج‭ ‬بشرية‭ ‬مريضة‭ ‬بمختلف‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأفكار‭ ‬ولديها‭ ‬الاستعداد‭ ‬الكامل‭ ‬لبيع‭ ‬الذمة‭ ‬والوطنية‭ ‬ومعروفة‭ ‬بالأساليب‭ ‬الشاذة‭ ‬والمشينة،‭ ‬فأفعالهم‭ ‬تسبق‭ ‬أقوالهم‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬خيانة‭ ‬الوطن‭ ‬والارتباط‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬المعادية‭. ‬

لقد‭ ‬بلغت‭ ‬البحرين‭ ‬يا‭ ‬أغبياء‭ ‬أعلى‭ ‬مراتب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬والروحية،‭ ‬وبلدنا‭ ‬ليس‭ ‬مثقلا‭ ‬بالقيود‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تؤويكم،‭ ‬فأنتم‭ ‬هناك‭ ‬تعيشون‭ ‬بدون‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬بل‭ ‬تعيشون‭ ‬الزيف‭ ‬والخداع‭ ‬ومبدأ‭ ‬الحرية‭ ‬معدوم‭ ‬تماما‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نسترسل‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬موضوع‭ ‬مفروغ‭ ‬منه،‭ ‬البحرين‭ ‬حضارة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬الديمقراطية‭.‬