ومضة قلم

فوضى وإهمال في السلمانية

| محمد المحفوظ

الشكاوى‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬تدب‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬الفضيحة‭ ‬المدوية‭ ‬بظهور‭ ‬شريط‭ ‬فيديو‭ ‬يظهر‭ ‬فيه‭ ‬أحد‭ ‬المرضى‭ ‬وقد‭ ‬انتشر‭ ‬سرب‭ ‬النمل‭ ‬على‭ ‬قدمه،‭ ‬فالذي‭ ‬تأكد‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬النيابيّ‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬قصورا‭ ‬فادحا‭ ‬بالعمل‭ ‬الطبيّ‭ ‬والتمريضي‭ ‬في‭ ‬المستشفى،‭ ‬وأن‭ ‬لجنة‭ ‬تم‭ ‬تشكيلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أبعاد‭ ‬المشكلة‭ ‬والجميع‭ ‬يترقب‭ ‬ما‭ ‬ستصدره‭ ‬اللجنة،‭ ‬وتهمنا‭ ‬هنا‭ ‬الإشادة‭ ‬بقرار‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬بوقف‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬والأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬للمواطن‭ ‬أنّ‭ ‬من‭ ‬تشير‭ ‬إليهم‭ ‬نتائج‭ ‬التقرير‭ ‬بالإهمال‭ ‬والتقصير‭ ‬يجب‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬اللوائح‭ ‬فيهم‭. ‬

لعل‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬صدمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكثيرين‭ ‬أنّ‭ ‬الإهمال‭ ‬طال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬مستشفى،‭ ‬وإلا‭ ‬من‭ ‬يتصور‭ ‬أنّ‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬الأجنحة‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تنظيفها‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬وخصوصا‭ ‬قسم‭ ‬الأورام‭ ‬والذي‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستديم‭ ‬التعقيم‭ ‬والنظافة‭.‬

سبق‭ ‬أن‭ ‬أشرنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬عشرات‭ ‬الشكاوى‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬المترددون‭ ‬على‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تقابل‭ ‬باللامبالاة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬والوزارة‭ ‬غير‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نشهد‭ ‬تحركا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الشكاوى،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬أين‭ ‬تكمن‭ ‬المعضلة،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يؤكد‭ ‬أنّ‭ ‬أساس‭ ‬الأزمة‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الغياب‭ ‬التام‭ ‬للعمل‭ ‬الإداري،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يلمسه‭ ‬من‭ ‬تدفعه‭ ‬

أقداره‭ ‬لزيارة‭ ‬قسم‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وإلا‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬قسم‭ ‬الطوارئ‭ ‬بلا‭ ‬إدارة‭ ‬فعلية‭! ‬

السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬أقسام‭ ‬السلمانية‭ ‬من‭ ‬تخبط‭ ‬وفوضى‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬أحدا‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أنّ‭ ‬المشكلة‭ ‬تعنيه‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬وحتى‭ ‬الردود‭ ‬التي‭ ‬يدبجها‭ ‬قسم‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬بشأن‭ ‬أية‭ ‬قضية‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬الآن‭ ‬حتى‭ ‬بتنا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬صمت‭ ‬أو‭ ‬أشبه‭ ‬بموت‭ ‬سريري‭ ‬وهذه‭ ‬حالة‭ ‬يصعب‭ ‬إيجاد‭ ‬تفسير‭ ‬منطقي‭ ‬لها‭. ‬

 

الأمانة‭ ‬تقتضي‭ ‬القول‭ ‬إنّ‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬تؤدي‭ ‬واجباتها‭ ‬بإخلاص‭ ‬وتفان،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يستحقون‭ ‬الشكر‭ ‬غير‭ ‬أنّه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬آخرون‭ ‬لا‭ ‬تهمهم‭ ‬صحة‭ ‬المواطن‭ ‬والمطلوب‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬إيجاد‭ ‬آلية‭ ‬فعالة‭ ‬لتقييم‭ ‬أدائهم‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نشهد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬والضحايا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬