ريشة في الهواء

وخداع الشعوب سهل أيضاً

| أحمد جمعة

اتضح‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬بوقت‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭ ‬خداع‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬وشد‭ ‬انتباهها‭ ‬لعناوين‭ ‬براقة‭ ‬تخطفها‭ ‬وتطير‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الهواء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بواقع‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬وغيرها،‭ ‬وليت‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬توجهاتها‭ ‬وسياساتها‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬من‭ ‬تفاهم‭ ‬وتنسيق‭ ‬ليس‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمقاطعة‭ ‬قطر‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬بسياسات‭ ‬متفق‭ ‬عليها‭ ‬متعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬وخصوصا‭ ‬المتصدية‭ ‬للمشاريع‭ ‬الغربية‭ ‬بدعوى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتغير،‭ ‬وهي‭ ‬عناوين‭ ‬براقة‭ ‬تفتن‭ ‬بعض‭ ‬الشعوب‭ ‬المختطفة‭ ‬المخدوعة‭ ‬بالشعارات،‭ ‬لكنها‭ ‬بالعمق‭ ‬هي‭ ‬مشاريع‭ ‬تخريبية‭ ‬تروج‭ ‬لها‭ ‬الدوائر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والجمهورية‭ ‬بحجة‭ ‬التغيير،‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬استطاعت‭ ‬اجتياز‭ ‬المشاريع‭ ‬التخريبية‭ ‬بها‭ ‬لكنها‭ ‬مازالت‭ ‬تواجه‭ ‬اختراقات‭ ‬وتحديات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬من‭ ‬لوبيات‭ ‬عالمية‭ ‬تجند‭ ‬جيوشاً‭ ‬وخلايا‭ ‬بالداخل‭ ‬والخارج‭ ‬للإطاحة‭ ‬ليس‭ ‬بالأنظمة‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬بالأمة‭ ‬كلها‭ ‬لتدميرها‭ ‬وإبقائها‭ ‬بفوضى‭ ‬عارمة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭.‬

لو‭ ‬رجعنا‭ ‬للوراء‭ ‬سنوات‭ ‬وتحديداً‭ ‬عشية‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬وراجعنا‭ ‬يومها‭ ‬وحتى‭ ‬الساعة‭ ‬مقولات‭ ‬وتحذيرات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬وما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬بلداننا‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬لوجدنا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حذر‭ ‬منه‭ ‬منذ‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬عشية‭ ‬أزمة‭ ‬الكويت‭ ‬وقع‭ ‬بالفعل،‭ ‬فالعراق‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬وبالكاد‭ ‬نعرف‭ ‬هويته،‭ ‬وسوريا‭ ‬هجرت‭ ‬وتوازعت‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬والشرقية‭ ‬خريطتها‭ ‬لتصبح‭ ‬روسية‭ ‬وإيرانية‭ ‬وأميركية‭ ‬وتركية‭ ‬وأطلسية‭ ‬بالإضافة‭ ‬للجماعات‭ ‬الجاهلية‭ ‬المتقاتلة‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬فيما‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬إما‭ ‬أنه‭ ‬مشرد‭ ‬خارج‭ ‬وطنه‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬تهديد‭ ‬بيت‭ ‬الأسد‭ ‬وإرهاب‭ ‬المنظمات‭ ‬المتقاتلة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬من‭ ‬تنسيق‭ ‬وتعاون‭ ‬وتفاهم‭ ‬بالمواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬جنبها‭ ‬الانفراد‭ ‬بها،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬حائطاً‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يقوى‭ ‬ويشتد‭ ‬بوجه‭ ‬القوى‭ ‬الشريرة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬فللأسف‭ ‬ورغم‭ ‬هذا‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬بيننا‭ ‬من‭ ‬يروج‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬وتنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬دارنا‭ ‬وبين‭ ‬صفوفنا‭ ‬بوجوه‭ ‬مختبئة‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬الثقافة‭ ‬والإعلام‭ ‬والخبرات‭ ‬والتسويق‭ ‬والسياحة،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬حذرنا‭ ‬منها،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أجهزتنا‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬وادٍ‭ ‬آخر‭ ‬وغير‭ ‬مدركة‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬الخلايا‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بالأساس‭ ‬أدوات‭ ‬زرعتها‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬تحت‭ ‬يافطة‭ ‬الثقافة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والشفافية‭ ‬وهي‭ ‬كلها‭ ‬شعارات‭ ‬مدمرة‭.‬

 

تنويرة‭:  ‬

لا‭ ‬تثقب‭ ‬شراعك‭ ‬وتتهم‭ ‬الريح‭.‬