سوالف

ثلاثة‭ ‬مسؤولين‭ ‬يسخرون‭ ‬من‭ ‬الصحافة

| أسامة الماجد

ليست‭ ‬هناك‭ ‬وزارة‭ ‬أو‭ ‬شركة‭ ‬معصومة‭ ‬من‭ ‬الخطأ،‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه‭ ‬يخطئ،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬يخطئ‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تخطئ‭ ‬الوزارات‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الخطأ‭ ‬متعمدا،‭ ‬بحيث‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يصحح‭ ‬حين‭ ‬يدرك،‭ ‬وخلال‭ ‬مسيرتي‭ ‬الصحافية‭ ‬الممتدة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬عاما‭ ‬حاملا‭ ‬مهمة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة،‭ ‬الحقيقة‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬بلا‭ ‬أية‭ ‬رتوش‭ ‬لا‭ ‬يعلنها‭ ‬سوى‭ ‬ضمير‭ ‬نظيف،‭ ‬اكتشفت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬وكأن‭ ‬وجودها‭ ‬محنة‭ ‬ويسخرون‭ ‬منها‭.‬

الأول‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الصحافة‭ ‬بأنها‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬طعم‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬رائحة،‭ ‬عالم‭ ‬باهت‭ ‬وألف‭ ‬باهت،‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬بعيد‭ ‬عنها‭ ‬ودائرته‭ ‬أو‭ ‬القسم‭ ‬الذي‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق‭ ‬والصحفيون‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬الاتصال‭ ‬بدائرته‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الخبر‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬مشروع‭ ‬للناس‭ ‬يرمون‭ ‬خلف‭ ‬أسوار‭ ‬النسيان‭. ‬

أما‭ ‬الثاني‭ ‬فيفتح‭ ‬بابه‭ ‬للصحافة‭ ‬ولكن‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬بأساليب‭ ‬مضحكة‭ ‬مهينة‭ ‬والصحافي‭ ‬الذي‭ ‬يطلب‭ ‬منه‭ ‬معلومة‭ ‬يجعله‭ ‬ينتظر‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬ويجعله‭ ‬مثل‭ ‬الذي‭ ‬يقطع‭ ‬أخشاب‭ ‬الغابة،‭ ‬فهو‭ ‬ضيف‭ ‬ثقيل‭ ‬دم‭ ‬ويستحق‭ ‬التغني‭ ‬بتطفله‭ ‬بكل‭ ‬تعابير‭ ‬الجغرافيا،‭ ‬يدخله‭ ‬المكتب‭ ‬ويقدم‭ ‬له‭ ‬القهوة‭ ‬–‭ ‬أية‭ ‬قهوة‭ ‬عاد‭ - ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يصوب‭ ‬عليه‭ ‬رشاش‭ ‬التجاهل‭ ‬واللف‭ ‬والدوران‭ ‬ويجعله‭ ‬متسمرا‭ ‬كأنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الحساب‭. ‬

المسؤول‭ ‬الثالث‭ ‬له‭ ‬طريقة‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الصحافة،‭ ‬فهو‭ ‬يريد‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬لون‭ ‬أظافر‭ ‬وزارته‭ ‬أو‭ ‬دائرته‭ ‬حمراء‭ ‬وجسدها‭ ‬بأنامل‭ ‬رشيقة‭ ‬وعيونها‭ ‬زرقاء‭ ‬وفيها‭ ‬ملامح‭ ‬الهدوء‭ ‬والألفة،‭ ‬فهذا‭ ‬المسؤول‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أي‭ ‬نقد‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ملاحظة‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬عن‭ ‬وزارته‭ ‬أو‭ ‬قسمه،‭ ‬لأنه‭ ‬المسؤول‭ ‬الكامل‭ ‬ودراسات‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬تشهد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬–‭ ‬أبو‭ ‬النظام‭ - ‬ومعجزة‭ ‬عصره،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬القوس‭ ‬الفولاذي‭ ‬الذي‭ ‬شيده‭ ‬حول‭ ‬قسمه‭ ‬وخصوصا‭ ‬الصحافة،‭ ‬وإذا‭ ‬صادف‭ ‬أن‭ ‬كتب‭ ‬صحافي‭ ‬عن‭ ‬وزارته‭ ‬أو‭ ‬قسمه‭ ‬فهو‭ ‬بالتأكيد‭ ‬–‭ ‬مدزوز‭ - ‬وعدو‭ ‬لنجاحه‭ ‬وتميز‭ ‬إدارته‭ ‬وطريقة‭ ‬إدارته‭ ‬العمل‭.‬

 

لكن‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬فإننا‭ ‬كصحافة‭ ‬ننام‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬من‭ ‬الطمأنينة‭ ‬طالما‭ ‬داعمنا‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬الصحافة‭ ‬المجد‭ ‬والعظمة‭.‬