تعليم البنات في البحرين (2)

| عبدعلي الغسرة

واستمرارًا‭ ‬لمسيرة‭ ‬البنات‭ ‬التعليمية‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنات‭ ‬بالمنامة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬1951م‭/ ‬1952م،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬انطلق‭ ‬الاحتفال‭ ‬الأول‭ ‬بيوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2008م،‭ ‬وقد‭ ‬تخرجت‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬تحمل‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬1956م‭ (‬خمس‭ ‬طالبات‭)‬،‭ ‬وتم‭ ‬ابتعاث‭ ‬اثنتين‭ ‬لإتمام‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬بيروت‭ ‬للبنات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬السيدة‭ (‬صفية‭ ‬دويغر‭) ‬أول‭ ‬خريجة‭ ‬جامعية‭.‬

وتحدثت‭ ‬المحاضرتان‭ ‬عن‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إقبال‭ ‬البنات‭ ‬على‭ ‬التعليم،‭ ‬منها‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهمية‭ ‬التعليم‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬بناتهن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬وتذكر‭ ‬المحاضرة‭ (‬غنية‭ ‬العليوي‭) ‬أن‭ (‬برنامج‭ ‬مشروع‭ ‬محو‭ ‬الأمية‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬نشوء‭ ‬جمعية‭ ‬نهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخمسينات‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لجمعية‭ ‬أوال‭ ‬والرفاع‭ ‬والرعاية‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬تبنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭).‬

وبعد‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬و‭(‬91‭) ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬تعليم‭ ‬البنات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭  ‬ذكرت‭ ‬الأستاذة‭ ‬صفية‭ ‬شمسان‭ ‬أن‭ ‬البنات‭ ‬اليوم‭ ‬يُمثلن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬عدد‭ ‬المتعلمين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأكثرهُن‭ ‬تفوقا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي،‭ ‬وبفضل‭ ‬اهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بالتعليم‭ ‬حصلت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الأسرية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬الثقافية‭ ‬والقانونية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬نالها‭ ‬الرجل‭ ‬أيضًا،‭ ‬فأصبحت‭ ‬المرأة‭ ‬مُعلمة‭ ‬ومديرة،‭ ‬نائبة‭ ‬وسفيرة،‭ ‬وزيرة‭ ‬وقاضية،‭ ‬سيدة‭ ‬أعمال‭ ‬ورئيسًا‭ ‬تنفيذيًا‭ ‬في‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬المالية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والاستشارية‭ ‬والمصارف‭.‬

ووصل‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حاضرًا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬متقدمة‭ ‬ومتطورة،‭ ‬وأصبح‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬مشروع‭ ‬الإصلاح‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬تحققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكاسب‭ ‬التعليمية‭ ‬ومنها‭ ‬دستور‭ ‬التعليم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أغسطس‭ ‬2008م‭ ‬وبإضافات‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬المناهج‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعتني‭ ‬بالانتماء‭ ‬وتعزز‭ ‬المواطنة‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية‭ ‬وكذلك‭ ‬الجامعية‭.‬