الأجنبي هو الفائز...

| نجاة المضحكي

كيف‭ ‬ينشط‭ ‬الاستثمار‭ ‬وكيف‭ ‬يخرج‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬دكانه‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬ليغزو‭ ‬بتجارته‭ ‬الأسواق‭ ‬البحرينية‭ ‬وينطلق‭ ‬إلى‭ ‬الخليجية‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬أسلافه؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭ ‬وهو‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬رفعته‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬كسبب‭ ‬لتأسيسها؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تشجيع‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬وفتح‭ ‬أنشطة‭ ‬تجارية‭ ‬بديلة‭ ‬عن‭ ‬الوظيفة؟‭ ‬لا‭ ‬كيف‭ ‬ولا‭ ‬كيفية‭ ‬مادام‭ ‬العامل‭ ‬الأجنبي‭ ‬يتلقى‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬تدعوه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬كفالة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬فيتنمر‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬ويترك‭ ‬شركة‭ ‬الإنشاءات‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويترك‭ ‬مطاعم‭ ‬الولائم‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬مواطنون‭ ‬ومواطنات،‭ ‬ويسرق‭ ‬تجارة‭ ‬المواطن‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬سجل‭ ‬تجاري،‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬رسمية،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬رفع‭ ‬كفة‭ ‬الأجنبي‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬وجعل‭ ‬الأجنبي‭ ‬“مواطن‭ ‬درجة‭ ‬أولى”‭ ‬بفتح‭ ‬الطريق‭ ‬وتيسير‭ ‬السبل،‭ ‬فلا‭ ‬يهمه‭ ‬إن‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬فهو‭ ‬يحمل‭ ‬جنسية‭ ‬موطنه‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬اقتصاده‭ ‬بمليارات‭ ‬سنوياً‭ ‬مصدرها‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬الميزانية‭ ‬ومواطن‭ ‬يشتكي‭ ‬قلة‭ ‬الحيلة‭ ‬تجاه‭ ‬عجزه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أجنبي‭ ‬أكل‭ ‬خيرات‭ ‬بلاده،‭ ‬وأصبح‭ ‬مسيطرا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الاقتصاد‭. ‬

فالنظام‭ ‬المرن‭ ‬ضربة‭ ‬قاصمة‭ ‬موجعة‭ ‬لصاحب‭ ‬العمل‭ ‬البحريني‭ ‬بعدما‭ ‬عصرته‭ ‬ضريبة‭ ‬العشرة‭ ‬دنانير‭ ‬على‭ ‬العامل،‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المرن‭ ‬للأجنبي،‭ ‬العسر‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬والخطر‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والأمن،‭ ‬نظام‭ ‬مرن‭ ‬لا‭ ‬ندري‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬اقتبس‭ ‬وعلى‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬تم‭ ‬إقراره،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬إلا‭ ‬الأجنبي،‭ ‬مقابل‭ ‬رسوم‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬كلفة‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬من‭ ‬علاج‭ ‬وتعليم‭ ‬واستنزاف‭ ‬بنية‭ ‬تحتية،‭ ‬نظام‭ ‬مرن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الجريمة،‭ ‬ومحو‭ ‬هوية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل،‭ ‬تندثر‭ ‬معه‭ ‬الثقافة‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد،‭ ‬نظام‭ ‬عسر‭ ‬لا‭ ‬ندري‭ ‬كيف‭ ‬سيتم‭ ‬علاج‭ ‬آثاره،‭ ‬وكيف‭ ‬إن‭ ‬تم‭ ‬قرار‭ ‬إلغائه،‭ ‬فكيف‭ ‬تسحب‭ ‬الإقامات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استملك‭ ‬أصحابها‭ ‬المحلات‭ ‬والعقارات،‭ ‬قرار‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬الخليجي‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬مثل‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬وطنت‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬بقوانين‭ ‬صارمة‭ ‬تحفظ‭ ‬حق‭ ‬التاجر‭ ‬السعودي‭ ‬والمواطن‭ ‬معا،‭ ‬ورحلت‭ ‬المخالفين‭ ‬لشروط‭ ‬الإقامة،‭ ‬كما‭ ‬حددت‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬فيها‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتحت‭ ‬كفالة‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬السعودي،‭ ‬هذا‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬الهيئة‭ ‬فيه‭ ‬إطلاق‭ ‬يد‭ ‬العامل‭ ‬الأجنبي،‭ ‬الذي‭ ‬يطرق‭ ‬اليوم‭ ‬أبواب‭ ‬المنازل‭ ‬ليقول‭ ‬للمواطن‭ ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬“حر”‭ ‬أعمل‭ ‬لحسابي‭.‬

كنا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يقضى‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬والجائلة،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬اليوم‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬أصبح‭ ‬وجودها‭ ‬قانونيا،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الأسهل‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬والأجانب‭ ‬موردا‭ ‬ماليا‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي،‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬الأجنبي‭ ‬الفائز‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬في‭ ‬بلادي‭.‬

 

النظام‭ ‬المرن‭ ‬ضربة‭ ‬قاصمة‭ ‬وموجعة‭ ‬لصاحب‭ ‬العمل‭ ‬البحريني،‭ ‬ويجعل‭ ‬الأجنبي‭ ‬“مواطن‭ ‬درجة‭ ‬أولى”‭.‬