صور مختصرة

“هذي اللي امضايق البحريني”

| عبدالعزيز الجودر

لا‭ ‬تمر‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭ ‬إلا‭ ‬ويتفاجأ‭ ‬المتابع‭ ‬والمهتم‭ ‬بالشأن‭ ‬البحريني‭ ‬بقضية‭ ‬هنا‭ ‬وأخرى‭ ‬هناك،‭ ‬حاضرا‭ ‬منصات‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬من‭ ‬فيديوهات‭ ‬أو‭ ‬تسجيلات‭ ‬صوتية‭ ‬أو‭ ‬تقارير‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬والوقائع‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس‭ ‬مباشرة،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬المنصات‭ ‬تصنع‭ ‬الحدث‭ ‬وتطرح‭ ‬قضايا‭ ‬وطنية‭ ‬خفية‭ ‬وظواهر‭ ‬اجتماعية‭ ‬مهمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تنتشر‭ ‬بسرعة‭ ‬البرق‭ ‬ويتفاعل‭ ‬معها‭ ‬الكل‭ ‬ويتداولها‭ ‬الناس‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬بقلق‭ ‬شديد‭ ‬وترقب‭ ‬واستغراب،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬يتابعها‭ ‬ويطلع‭ ‬عليها‭ ‬الجميع‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬نواخذة‭ ‬البلاد‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬ومراكز‭ ‬التفكير‭ ‬ودوائر‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬والجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المسؤولة‭.‬

في‭ ‬ديرتنه‭ ‬هناك‭ ‬قائمة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تتعب‭ ‬البحريني‭ ‬بحق‭ ‬وحقيقة‭ ‬لا‭ ‬ينكرها‭ ‬أحد،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬صحته‭ ‬ورزقه‭ ‬وتعليمه‭ ‬وسكنه،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬تعرضت‭ ‬تلك‭ ‬الأساسيات‭ ‬المعيشية‭ ‬والحياتية‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التقصير‭ ‬أو‭ ‬القطع‭ ‬أو‭ ‬الإهمال‭ ‬أو‭ ‬الانتقاص‭ ‬للعدالة‭ ‬وعدم‭ ‬الإنصاف‭ ‬اهتزت‭ ‬كل‭ ‬الموازين‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬وانجرحت‭ ‬مشاعره‭ ‬وازداد‭ ‬التذمر‭ ‬والسخط‭ ‬لديه‭.‬

في‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم‭ ‬شاهد‭ ‬الناس‭ ‬الوضع‭ ‬المزري‭ ‬للمريض‭ ‬البحريني‭ ‬وهو‭ ‬طريح‭ ‬الفراش‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬وأعرق‭ ‬مستشفى‭ ‬حكومي‭ ‬تم‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬مؤخرا‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬60‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬تأسيسه،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬قامت‭ ‬بواجبها‭ ‬مشكورة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬فيه‭ ‬فيديو‭ ‬المريض‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السؤال‭ ‬المحوري‭ ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الحال‭ ‬بالمرضى‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬الصحي‭ ‬المتدني؟‭ ‬أين‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الجناح‭ ‬الذي‭ ‬حصلت‭ ‬فيه‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬المؤلمة؟‭ ‬أين‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬والتمريضي؟‭ ‬أين‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬والإنسانية؟‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬إهمال‭ ‬أم‭ ‬تعمد‭ ‬أم‭ ‬راجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعالجون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي؟‭ ‬وهناك‭ ‬أسئلة‭ ‬أخرى‭ ‬يطرحها‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭.‬

كما‭ ‬أشرنا‭ ‬في‭ ‬مقالة‭ ‬سابقة،‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة‭ ‬بحاجة‭ ‬لمجمع‭ ‬طبي‭ ‬بحجم‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية،‭ ‬“وبعد‭ ‬يالله‭ ‬ويالله”‭ ‬يفي‭ ‬بالغرض‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬