تعليم البنات في البحرين (1)

| عبدعلي الغسرة

بمناسبة‭ ‬احتفالات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمئوية‭ ‬التعليم‭ ‬نظم‭ ‬مجلس‭ ‬الدوي‭ ‬وبحضور‭ ‬الوجيه‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬الدوي‭ ‬وجمهور‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬البحرين‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬“تعليم‭ ‬البنات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”‭ ‬تحدثت‭ ‬فيها‭ ‬د‭. ‬غنية‭ ‬العليوي‭ ‬والأستاذة‭ ‬صفية‭ ‬شمسان‭.‬

وتعليم‭ ‬البنات‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬تعليم‭ ‬البنين‭ ‬فكرة‭ ‬وهدفا‭ ‬وتنظيما،‭ ‬بل‭ ‬يندرجان‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬تربوي‭ ‬واحد‭ ‬ودائرة‭ ‬تعليمية‭ ‬واحدة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬حاجة‭ ‬إنسانية‭ ‬وحقٌ‭ ‬للجميع‭ ‬أقرته‭ ‬الصكوك‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬وعهود‭ ‬ومواثيق‭ ‬ومنها،‭ (‬المادة‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬1948م،‭ ‬اتفاقية‭ ‬اليونسكو‭ ‬لمكافحة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬1960م،‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬1965م،‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الثقافية‭ ‬1966م،‭ ‬اتفاقية‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬1979م‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭.‬

وكما‭ ‬تعلم‭ ‬البنين‭ ‬قراءة‭ ‬وحفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬الكتاتيب‭ - ‬المُطوع‭ ‬كذلك‭ ‬هناك‭ ‬بيوت‭ ‬خاصة‭ ‬للبنات‭ ‬لتعليمهن‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬دون‭ ‬تدريس‭ ‬القراءة‭ ‬والحساب‭ ‬المخصصة‭ ‬للبنين،‭ ‬وفي‭ ‬1892م‭ ‬افتتحت‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬مختلطة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والحساب‭ ‬وقواعد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬1900م‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬مدرسة‭ (‬جوزة‭ ‬البلوط‭) ‬وهي‭ ‬مخصصة‭ ‬للفتيات‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬وكان‭ ‬أكثرهن‭ ‬متزوجات‭ ‬ولا‭ ‬يحضرن‭ ‬إلا‭ ‬بإذن‭ ‬أزواجهن،‭ ‬وفي‭ ‬1902م‭ ‬تم‭ ‬ضم‭ ‬البنين‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬خاصة‭ ‬بهم،‭ ‬بجانب‭ ‬تعليم‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬تتعلم‭ ‬دروس‭ ‬الخياطة‭ ‬والتفصيل،‭ ‬وفي‭ ‬1910م‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬إحدى‭ ‬طالبات‭ ‬المدرسة‭ ‬مُعلمة‭ ‬وسمحت‭ ‬لها‭ ‬الإدارة‭ ‬بجلب‭ ‬أطفالها‭ ‬معها،‭ ‬وتغير‭ ‬اسم‭ ‬المدرسة‭ ‬إلى‭ (‬الرجاء‭) ‬في‭ ‬1922م‭. ‬ومن‭ ‬1900م‭ ‬ــ‭ ‬1903م‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬عشر‭ ‬مدارس‭ ‬وبإدارات‭ ‬أجنبية‭.‬

بدأ‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬1928م‭ ‬بين‭ ‬مؤيدٍ‭ ‬ورافض،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬العِلم‭ ‬انتصرت‭ ‬وأبصرت‭ ‬مدرسة‭ (‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬للبنات‭) ‬النور‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬المُحرق‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬المرحوم‭ (‬عبدالرحمن‭ ‬محمد‭ ‬الزياني‭) ‬بإدارة‭ ‬السيدة‭ (‬فاطمة‭ ‬البياتي‭ ‬من‭ ‬سوريا‭) ‬وعُينت‭ ‬معها‭ ‬الأستاذة‭ (‬لطيفة‭ ‬يوسف‭ ‬الزياني‭)‬،‭ ‬وتغير‭ ‬اسمها‭ ‬لاحقًا‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ (‬خديجة‭ ‬الكبرى‭) ‬في‭ ‬1933م‭. ‬كذلك‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬مدرسة‭ ‬المنامة‭ ‬الخليفية‭ ‬للبنات‭ ‬1929م‭ ‬ومدرستي‭ ‬الرفاع‭ ‬والحد‭ ‬الابتدائيتين‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬1939م،‭ ‬ومدرسة‭ ‬جدحفص‭ ‬الابتدائية‭ ‬الإعدادية‭ ‬للبنات‭ ‬1952م‭. ‬وشيدت‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬ثلاث‭ ‬مدارس‭ ‬بقرى‭ ‬سند‭ ‬وتوبلي‭ ‬وكرزكان‭ ‬في‭ ‬1952م‭/ ‬1953م‭ ‬مع‭ ‬تأثيثهما‭ ‬وسلمتها‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭.  ‬وفي‭ ‬1930م‭ ‬أشرفت‭ ‬مديرية‭ ‬المعارف‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين‭.‬