لمحات

صوت التكنولوجيا!

| د.علي الصايغ

تُشكل‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬اليوم‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬للحكومات‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص؛‭ ‬فسرعة‭ ‬انتشار‭ ‬الخبر،‭ ‬وتوثيقه‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة،‭ ‬أخذ‭ ‬حيزاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬والتفاعل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬تكشف‭ ‬حقائق‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التكهن‭ ‬أو‭ ‬التبرير‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحايين‭. ‬على‭ ‬مدى‭ ‬بضعة‭ ‬أيام،‭ ‬كشفت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬مهمة،‭ ‬أماطت‭ ‬اللثام‭ ‬عن‭ ‬حقائق‭ ‬مريعة،‭ ‬تشير‭ ‬بأصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬نحو‭ ‬مسؤوليات‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬التقصير‭ ‬أو‭ ‬الإهمال‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه‭ ‬من‭ ‬صنوف‭ ‬الأذى‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬ذات‭ ‬حدين‭ ‬متساويين؛‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬تجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬سذاجة،‭ ‬وسطحية،‭ ‬وتفاهة‭ ‬متناهية،‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وتنحدر‭ ‬بذوقها‭ ‬ومستواها،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬تكشف‭ ‬جوانب‭ ‬القصور،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تصحيح‭ ‬المسار‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬عوملت‭ ‬القضايا‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الجدية‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬وينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬مجتمع‭ ‬قوي،‭ ‬متماسك،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدده،‭ ‬ويحقق‭ ‬النسبة‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬له،‭ ‬ويحفظ‭ ‬بالتالي‭ ‬مستقبله‭.‬

إن‭ ‬الاستخدام‭ ‬الإيجابي‭ ‬لهذه‭ ‬الوسائل،‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولربما‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬نائب،‭ ‬يحاول‭ ‬جاهداً‭ ‬إيصال‭ ‬صوته،‭ ‬لكن‭ ‬صوت‭ ‬الجماعة‭ ‬قد‭ ‬يعارضه،‭ ‬وهو‭ ‬الغالب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬وهي‭ ‬ضريبة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المعهودة‭.‬

حقيقةً،‭ ‬نرجو‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬الفائدة،‭ ‬ألا‭ ‬يحد‭ ‬إيصال‭ ‬صوت‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬وصنّاع‭ ‬القرار،‭ ‬بهذه‭ ‬الوسائل‭ ‬المتوفرة،‭ ‬والتي‭ ‬يسهل‭ ‬إيصال‭ ‬القضايا‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬وألا‭ ‬يقف‭ ‬أحد‭ ‬يوماً‭ ‬عثرة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬إيصال‭ ‬صوت‭ ‬المواطن،‭ ‬فيبقى‭ ‬مسموعاً‭ ‬دون‭ ‬تكبيل،‭ ‬شاحذاً‭ ‬اهتمام‭ ‬وجهود‭ ‬المسؤولين،‭ ‬كما‭ ‬نتمنى‭ ‬يوماً‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬نكون‭ ‬فيها‭ ‬غير‭ ‬محتاجين‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬المشكلة‭ ‬حتى‭ ‬نفزع‭ ‬لحلها‭.‬