سوالف

قطر تطيب خاطر إيران وتواسي تركيا

| أسامة الماجد

لا‭ ‬نجد‭ ‬مبررا‭ ‬لمغادرة‭ ‬أمير‭ ‬قطر‭ ‬قمة‭ ‬تونس‭ ‬فجأة‭ ‬إلى‭ ‬المطار‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬انتقاد‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أحمد‭ ‬أبوالغيط‭ ‬تدخلات‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المنطقة‭ ‬حسب‭ ‬مواقع‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬قطر،‭ ‬إلا‭ ‬لأن‭ ‬قطر‭ ‬مازالت‭ ‬تقدم‭ ‬العون‭ ‬الحقيقي‭ ‬إلى‭ ‬الأتراك‭ ‬والإيرانيين‭ ‬وتغني‭ ‬لهم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬انتقدتهم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬تطييب‭ ‬الخاطر‭ ‬أو‭ ‬المواساة،‭ ‬فأمين‭ ‬عام‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ألقى‭ ‬الضوء‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬واتجاهات‭ ‬التدخلات‭ ‬التركية‭ ‬والإيرانية‭ ‬وأبعاد‭ ‬المؤامرة،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬كلامه‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬أشق‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬القطرية‭ ‬أن‭ ‬تقبله،‭ ‬لهذا‭ ‬غادر‭ ‬القطريون‭ ‬البيت‭ ‬العربي‭ ‬منعطفين‭ ‬بحماس‭ ‬إلى‭ ‬أعداء‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتصور‭ ‬استراتيجية‭ ‬عربية‭ ‬تصد‭ ‬خطر‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬التركية‭ ‬تضم‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬فقد‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لكي‭ ‬تتحرك‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بحسم‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬عزل‭ ‬قطر‭ ‬راعية‭ ‬حالة‭ ‬التمزق‭ ‬التي‭ ‬تتفشى‭ ‬الآن،‭ ‬وربما‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬ترك‭ ‬قطر‭ ‬تحتضن‭ ‬مراكز‭ ‬القوى‭ ‬المتآمرة‭.‬

بات‭ ‬واضحا‭ ‬عند‭ ‬الدوائر‭ ‬السياسية‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬القطري‭ ‬مشجع‭ ‬للخطأ‭ ‬والانحراف،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬دولة‭ ‬تتصرف‭ ‬تصرفات‭ ‬تشوه‭ ‬واجهة‭ ‬العروبة‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تنشط‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬وضرورتها‭ ‬وحيويتها‭ ‬–‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ - ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬شيئا‭ ‬عند‭ ‬قطر،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة،‭ ‬فهي‭ ‬تحضر‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬بمظهر‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬وهو‭ ‬المكافحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬جبهة‭ ‬إيرانية‭ ‬تركية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬وفتح‭ ‬شوارع‭ ‬جديدة‭ ‬لهم،‭ ‬قطر‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خطأ‭ ‬واضح‭ ‬وتدرك‭ ‬انحرافها‭ ‬عن‭ ‬المسيرة‭ ‬العربية‭ ‬وتعلن‭ ‬رأيها‭ ‬صراحة،‭ ‬ودائما‭ ‬تجنح‭ ‬إلى‭ ‬السلبية‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬العداوة‭ ‬ويدور‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬همسا‭ ‬وعلانية‭ ‬بأنها‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬ألحق‭ ‬أضرارا‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأبرياء‭.‬

فالعروبة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أفكارها‭ ‬ومتنافرة‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬أحلامها‭ ‬الدينكيشوتية‭ ‬وتسخر‭ ‬بصفة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والمظلة‭ ‬العربية‭ ‬ولا‭ ‬يهمها‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭.‬