سوالف

وسائل التواصل الاجتماعي... الطريق الصحيح والطريق الخطر

| أسامة الماجد

يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نشبه‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالحدث‭ ‬الكبير‭ ‬والضخم‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬والأحداث‭ ‬الكبيرة‭ ‬والضخمة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تخلخل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والقيم‭ ‬والمفاهيم،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬وعي‭ ‬كاف‭ ‬ومعرفة‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬الخطر،‭ ‬فالأخبار‭ ‬والصور‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بحذر‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬فهناك‭ ‬أطراف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أسف‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬حلالة‭ ‬العقد‭ ‬وتجيد‭ ‬إعطاء‭ ‬الآراء،‭ ‬وتتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬سليم‭ ‬وملتزم،‭ ‬وتجيب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأسئلة،‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬أصحاب‭ ‬حسابات‭ ‬معروفة‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تلبس‭ ‬ثيابا‭ ‬غير‭ ‬ثيابها‭ ‬وتحمل‭ ‬الأمور‭ ‬فوق‭ ‬ما‭ ‬تحتمل‭ ‬وهذه‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬عندنا،‭ ‬فهم‭ ‬يعرفون‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬وعن‭ ‬محطات‭ ‬التلفزيون‭ ‬والتنمية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وعن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والأحجية‭ ‬القانونية‭ ‬والدعاوى‭ ‬العمومية‭ ‬وعن‭ ‬الرياضة‭... ‬يعرفون‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وكأنهم‭ ‬يقولون‭.. ‬نحن‭ ‬معشر‭ ‬الحسابات‭ ‬الفلانية‭ ‬نترافع‭ ‬عنكم‭ ‬أيها‭ ‬المواطنون،‭ ‬وعندنا‭ ‬ستجدون‭ ‬العناية‭ ‬الخاصة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬تلك‭ ‬الحسابات‭ ‬أطلق‭ ‬العنان‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬لخياله‭ ‬وأخذ‭ ‬يتكلم‭ ‬عن‭ ‬معرفته‭ ‬بأمور‭ ‬ستحدث‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬واكتشافات‭ ‬بطريقة‭ ‬بطئية،‭ ‬واعتبر‭ ‬الجميع‭ ‬وكأنهم‭ ‬يقفون‭ ‬خارج‭ ‬الحياة‭ ‬وهو‭ ‬فقط‭ ‬خط‭ ‬المحيط‭ ‬الأبيض‭.‬

كل‭ ‬شخص‭ ‬استشف‭ ‬المدى‭ ‬والطريق‭ ‬و”عرف‭ ‬له‭ ‬كلمتين”‭ ‬فتح‭ ‬له‭ ‬حسابا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وأطلق‭ ‬عليه‭ ‬الاسم‭ ‬الفلاني‭ ‬واختار‭ ‬له‭ ‬شعارا‭ ‬وتصور‭ ‬نفسه‭ ‬أنه‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬السرعة‭ ‬والسبق‭ ‬وأنه‭ ‬مصدر‭ ‬موثوق‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬سينشره‭ ‬سيلقى‭ ‬رواجا‭ ‬لدى‭ ‬الناس،‭ ‬ويتعمد‭ ‬نشر‭ ‬الأخبار‭ ‬المثيرة‭ ‬بدون‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬صحتها،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأسلوب‭ ‬المعروف‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فالقضية‭ ‬الأهم‭ ‬عندهم‭ ‬هي‭ ‬الإثارة،‭ ‬وعندما‭ ‬تسأله‭ ‬عن‭ ‬مصدره‭ ‬يقول‭ ‬لك‭ ‬وكأنه‭ ‬يغني‭ ‬على‭ ‬جراحه‭ ‬“سمعتهم‭ ‬يقولون”‭.‬

على‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬الذين‭ ‬يروجون‭ ‬لأنفسهم‭ ‬بأنهم‭ ‬محاموا‭ ‬المواطنين‭ ‬ويعرفون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تحري‭ ‬الدقة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الترويج‭ ‬للإشاعات‭ ‬والأخبار‭ ‬التي‭ ‬تلحق‭ ‬الأضرار‭ ‬بالمجتمع‭ ‬ونشر‭ ‬الأفكار‭ ‬السلبية‭ ‬والكراهية،‭ ‬فالصورة‭ ‬التي‭ ‬ترسمونها‭ ‬لأنفسكم‭ ‬شاحبة‭.‬