اليوم موعدكم مع القمة العربية في تونس.. ولكن؟

| عبدالنبي الشعلة

عندما‭ ‬كنت‭ ‬أحاول‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬موعد‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬جدوى‭ ‬أو‭ ‬إمكانية‭ ‬انعقادها‭ ‬أو‭ ‬نجاحها،‭ ‬أو‭ ‬حجم‭ ‬ومستوى‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها‭.‬

وهذه‭ ‬ليست‭ ‬نظرة‭ ‬تشاؤمية‭ ‬سلبية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬الإقرار‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬طائل‭ ‬أو‭ ‬سبيل‭ ‬إلى‭ ‬تجاوزه‭ ‬والقفز‭ ‬عليه،‭ ‬وهذا‭ ‬الطرح‭ ‬ليس‭ ‬ضمن‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تثبيط‭ ‬عزائم‭ ‬العرب‭ ‬وهِممهم‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬التخاذل‭ ‬والتشاؤم‭ ‬بينهم‭.‬

فقد‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الإحساس‭ ‬بالتفاؤل‭ ‬والإيجابية‭ ‬بشأن‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬إن‭ ‬عقدت،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬حتى‭ ‬بخيط‭ ‬رفيع‭ ‬من‭ ‬الأمل،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬انهارت‭ ‬سقوف‭ ‬توقعاته‭ ‬وتطلعاته‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القمم‭. ‬

فإلى‭ ‬جانب‭ ‬التراجع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وازدياد‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬لمواجهة‭ ‬احتياجات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأزمات،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬تنعقد‭ ‬والواقع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬فتراته‭ ‬وأكثرها‭ ‬ترديًا،‭ ‬فالمناخ‭ ‬السياسي‭ ‬العربي‭ ‬غير‭ ‬مواتٍ‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال،‭ ‬وأصبح‭ ‬هذا‭ ‬المناخ،‭ ‬بكل‭ ‬وضوح،‭ ‬طاردًا‭ ‬لكل‭ ‬إمكانيات‭ ‬التوافق‭ ‬والانسجام‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب،‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬ازدادت‭ ‬تفككًا‭ ‬وتباعدًا؛‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تصدع‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬وتشرذمه،‭ ‬والموقف‭ ‬أو‭ ‬الوضع‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬واقع‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬حرج‭ ‬نتيجة‭ ‬للانسداد‭ ‬والارتباك‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭.‬

لقد‭ ‬تراكمت‭ ‬الأزمات‭ ‬والخلافات،‭ ‬وأخذت‭ ‬تزداد‭ ‬تشعبًا‭ ‬وتوسعًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشنج‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وارتفاع‭ ‬حدة‭ ‬التراشق‭ ‬الإعلامي‭ ‬بين‭ ‬بعضها‭ ‬بعضًا،‭ ‬مما‭ ‬أصبح‭ ‬له‭  ‬أسوأ‭ ‬الآثار‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬توافق‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الصراعات‭ ‬البينية‭ ‬والحروب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬وهي‭ ‬مثخنة‭ ‬بالجراح‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مفتوحة،‭ ‬وستشارك‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬كاهلها‭ ‬حزمة‭ ‬ثقيلة‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والخلافات‭ ‬والقضايا‭ ‬الشائكة‭ ‬المستعصية‭ ‬والملفات‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬حملها‭ ‬أو‭ ‬فتحها‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حلها‭.‬

وكما‭ ‬اختفت‭ ‬بنود‭ ‬مثل‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬والدفاع‭ ‬المشترك‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬من‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬السابقة،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تختفي‭ ‬أيضًا،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬المعهودة‭ ‬مثل‭ ‬التضامن‭ ‬العربي،‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وإطلاق‭ ‬السوق‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة،‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار،‭ ‬وستُقرأ‭ ‬الفاتحة‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬“ميثاق‭ ‬الشرف‭ ‬الإعلامي‭ ‬العربي”‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭.‬

والمعروف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬تنعقد‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬تأزمت‭ ‬فيه‭ ‬العلاقات،‭ ‬بشكل‭ ‬أشد،‭ ‬مع‭ ‬دولتي‭ ‬الجوار؛‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا،‭ ‬اللتين‭ ‬تسعيان‭ ‬إلى‭ ‬التمدد‭ ‬وملء‭ ‬الفراغ‭ ‬وتثبيت‭ ‬دورهما‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشكلات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وقد‭ ‬كانت‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تحظى،‭ ‬في‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬السابقة،‭ ‬بقدر‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬وقدر‭ ‬من‭ ‬التوافق،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬البيانات‭ ‬الختامية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬تونس،‭ ‬مصدرًا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الاختلاف‭ ‬والانشقاق‭ ‬وعرضة‭ ‬للتجاذب‭ ‬والمزايدات،‭ ‬وأن‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقادة‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬قرار‭ ‬صديقنا‭ ‬وحليفنا‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترمب‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأميركية‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬واعترافه‭ ‬بسيادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الجولان،‭ ‬وأيضًا‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الضبابية‭ ‬التي‭ ‬تلف‭ ‬مشروع‭ ‬“صفقة‭ ‬القرن‭ ‬الأميركية”‭ ‬التي،‭ ‬إن‭ ‬تحققت،‭ ‬ستدمر‭ ‬أية‭ ‬أسس‭ ‬لحل‭ ‬عادل‭ ‬للقضية‭. ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أجندة‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬الاهتمام‭ ‬والمعالجة‭ ‬العاجلة‭.‬

ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬ستتمكن‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بعودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬عضوية‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬فمواقف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬متضاربة‭ ‬ومتناقضة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬بين‭ ‬موافق‭ ‬ومعارض؛‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬سوريا‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬وأن‭ ‬عودتها‭ ‬ستظل‭ ‬مرهونة‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬والاستحقاقات،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬ليس‭ ‬مستعدًا‭ ‬لمقايضة‭ ‬علاقته‭ ‬بإيران‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭.‬

ولا‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتمخض‭ ‬اجتماعات‭ ‬القمة‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬للوضع‭ ‬الشائك‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬انزلقت‭ ‬الأحوال‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬صعبة‭ ‬ومتردية‭ ‬من‭ ‬التعقيد،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬تواجه‭ ‬احتمالات‭ ‬التقسيم‭. ‬والحالة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬مقلقة‭ ‬ومؤلمة،‭ ‬والوضع‭ ‬فيها‭ ‬صار‭ ‬مرتبطا‭ ‬بصراعات‭ ‬إقليمية‭ ‬حادة‭ ‬جعلت‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬الدولية‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬تبوء‭ ‬بالفشل‭. ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬القمة‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الشرخ‭ ‬الخليجي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬تمسك‭ ‬كل‭ ‬أطراف‭ ‬“الخلاف‭ ‬القطري”‭ ‬بمواقفها،‭ ‬وخلو‭ ‬الأفق‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬بارقة‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.‬

وماذا‭ ‬تستطيع‭ ‬القمة‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬بشأن‭ ‬العراق‭ ‬الممزق؟‭ ‬فليس‭ ‬لدى‭ ‬أية‭ ‬قوة‭ ‬أجنبية‭ ‬النية‭ ‬للهجوم‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬اجتياحه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬تبادر‭ ‬القمة‭ ‬بتأييدها‭ ‬ودعمها‭!!‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬ستنعقد‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬التشاؤم،‭ ‬وبعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬والصواب،‭ ‬ونتضرع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬قادتنا‭ ‬ويمكنهم‭ ‬من‭ ‬انتشال‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الإحباط‭ ‬والحيرة‭ ‬وخيبة‭ ‬الأمل‭ ‬التي‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬ويعاني‭ ‬منها،‭ ‬وأن‭ ‬يهديهم‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬وإعادة‭ ‬ترسيم‭ ‬وتوجيه‭ ‬الواقع‭ ‬العربي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الأزمات‭ ‬المحيقة‭ ‬بنا،‭ ‬وتسوية‭ ‬الخلافات‭ ‬التي‭ ‬تطحننا،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬افضل‭ ‬السبل‭ ‬لإيجاد‭ ‬مخارج‭ ‬للقضايا‭ ‬الاساسية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬لمواجهة‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وألّا‭ ‬تنحصر‭ ‬أو‭ ‬تقتصر‭ ‬نتائج‭ ‬القمة‭ ‬على‭ ‬التقاط‭ ‬الصور‭ ‬وإصدار‭ ‬بيان‭ ‬ختامي‭ ‬يتضمن‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والثناء‭ ‬للرئيس‭ ‬وللدولة‭ ‬المضيفة،‭ ‬والأسف‭ ‬أو‭ ‬الشجب‭ ‬أو‭ ‬الاستنكار‭ ‬لكل‭ ‬الممارسات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬التي‭ ‬تنال‭ ‬منا‭ ‬وتسلب‭ ‬حقوقنا‭ ‬وتنتهك‭ ‬كرامتنا‭ ‬وتستبيح‭ ‬مقدساتنا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬توجسًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬المختصين،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬تجاهله‭ ‬أو‭ ‬التغافل‭ ‬عنه،‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬“‭ ‬قمة‭ ‬صفقة‭ ‬القرن”‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمونها‭ ‬بـ‭ ‬“صفعة‭ ‬القرن”‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬رغبة‭ ‬صريحة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬أولوية‭ ‬على‭ ‬جداول‭ ‬أعمال‭ ‬القمم‭ ‬واللقاءات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬الاجتماعات‭ ‬والملتقيات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬مؤخرا،‭ ‬كانت‭ ‬“صفقة‭ ‬القرن”‭ ‬عنوانها‭ ‬الأبرز‭. ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬مصر،‭ ‬تحالفا‭ ‬لدول‭ ‬الغاز‭ ‬يضم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وفي‭ ‬الأردن،‭ ‬اجتمع‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬البحر‭ ‬الميت‭ ‬لتدارس‭ ‬فكرة‭ ‬“ناتو‭ ‬عربي”‭ ‬بعضوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمواجهة‭ ‬التوسع‭ ‬الإيراني،‭ ‬أمّا‭ ‬قمة‭ ‬بيروت‭ ‬الاقتصاديّة،‭ ‬فقد‭ ‬قاطعها‭ ‬رؤساء‭ ‬وملوك‭ ‬بسبب‭ ‬حذف‭ ‬“صفقة‭ ‬القرن”‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال،‭ ‬والله‭ ‬أعلم