من جديد

فرضية!

| د. سمر الأبيوكي

ماذا‭ ‬لو‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬تزاوج‭ ‬بين‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الممثل‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬روبوتات؟‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬مهجن‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬فرضية‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تتحقق‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬ولا‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬الفرضية‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التهكم‭ ‬أو‭ ‬الاستخفاف‭ ‬بعقل‭ ‬القارئ‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬جاءت‭ ‬حصيلة‭ ‬مراقبة‭ ‬شديدة‭ ‬لمجريات‭ ‬وتطورات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬الخمسين‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭.‬

فمنذ‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬أفلام‭ ‬هوليوود‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬الروبوتات‭ ‬المنقذة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الفناء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساعدتها‭ ‬مجموعات‭ ‬بشرية‭ ‬صغيرة‭ ‬تمثل‭ ‬محور‭ ‬الخير‭ ‬أمام‭ ‬محور‭ ‬الشر‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة،‭ ‬ثم‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬مجموعة‭ ‬أفلام‭ ‬أخرى‭ ‬توثق‭ ‬مدى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬البشري‭ ‬والإنسان‭ ‬الآلي‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬لأوامر‭ ‬البشر‭ ‬ويتحول‭ ‬حسب‭ ‬حاجتهم‭ ‬من‭ ‬سيارة‭ ‬إلى‭ ‬دراجة‭ ‬نارية‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬إنسان‭ ‬آلي‭ ‬حسب‭ ‬الحاجة‭ ‬في‭ ‬مشاهد‭ ‬تروي‭ ‬تناغما‭ ‬حقيقيا‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.‬

الأخطر‭ ‬حاليا‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬عاما‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬انفلات‭ ‬العنصر‭ ‬الآلي‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬المسيطر‭ ‬والآمر‭ ‬الناهي‭ ‬في‭ ‬مجمل‭ ‬المواقف‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬استعداء‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الروبوتات‭ ‬تجاه‭ ‬البشر‭ ‬حيث‭ ‬يشعرون‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استغلالهم‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬وأن‭ ‬الفرصة‭ ‬حانت‭ ‬لرسم‭ ‬لوحة‭ ‬انهزامية‭ ‬للعنصر‭ ‬البشري‭ ‬مترجمة‭ ‬في‭ ‬مشاهد‭ ‬عبودية‭ ‬حقيقية‭ ‬يلعب‭ ‬فيها‭ ‬الروبوت‭ ‬دور‭ ‬السيد‭!‬

ووسط‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬نجد‭ ‬الروبوتات‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬واقعا‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬اليابان‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬أميركا،‭ ‬ترقص‭ ‬الدبكة‭ ‬والعرضة‭ ‬وتقرأ‭ ‬الأخبار‭ ‬وتتحدث‭ ‬بلغات‭ ‬مختلفة‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬محاكاة‭ ‬مشاعر‭ ‬الإنسان‭ ‬وتصرفاته‭.‬

 

ومضة‭: ‬إن‭ ‬تطور‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يضع‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬حقيقية‭ ‬وقد‭ ‬نشهد‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬ما‭ ‬تهيئ‭ ‬له‭ ‬هوليوود‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬حيث‭ ‬أؤمن‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬شخصي‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬رسائل‭ ‬خفية‭ ‬تترجم‭ ‬الفرضيات‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭.‬