سوالف

لماذا‭ ‬يا‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين؟

| أسامة الماجد

بدأنا‭ ‬نلاحظ‭ ‬عدم‭ ‬تحمس‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬لرعاية‭ ‬الفنون‭ ‬والثقافة،‭ ‬والغياب‭ ‬عن‭ ‬مسرح‭ ‬العطاء‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المبدع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يمحى‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬–‭ ‬ذاكرة‭ ‬التلفزيون‭ - ‬وكأنه‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬صبي‭ ‬مصاب‭ ‬بالجدري،‭ ‬فلا‭ ‬الفنانون‭ ‬الأحياء‭ ‬مستفيدون‭ ‬من‭ ‬التلفزيون‭ ‬ولا‭ ‬الأموات،‭ ‬رغم‭ ‬تيارات‭ ‬الانتقادات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬ومطالب‭ ‬المبدعين‭ ‬بضرورة‭ ‬التفات‭ ‬التلفزيون‭ ‬إلى‭ ‬أنشطتهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬وخدمتهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬ممكن‭. ‬

سؤال‭ ‬إلى‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬ودمعة‭ ‬كبيرة‭ ‬تجول‭ ‬في‭ ‬الأجفان،‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يتواجد‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬تأبين‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬إبراهيم‭ ‬بحر‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬بصالة‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافية؟‭ ‬ألا‭ ‬يستحق‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬حرق‭ ‬عمره‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفعة‭ ‬وطنه‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الفنون‭ ‬أن‭ ‬“يتكرم”‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬بتغطية‭ ‬فعاليات‭ ‬حفل‭ ‬تأبينه‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬40‭ ‬دقيقة‭ ‬وإثبات‭ ‬أن‭ ‬التلفزيون‭ ‬هو‭ ‬المأوى‭ ‬والملجأ‭ ‬وأماكن‭ ‬السكينة‭ ‬للفنان؟‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬منع‭ ‬التلفزيون‭ ‬من‭ ‬إرسال‭ ‬مصور‭ ‬ومذيع‭ ‬وهم‭ ‬كثر‭ ‬ومنتشرون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬إلا‭ ‬الصالة‭ ‬الثقافية،‭ ‬وإعداد‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬حفل‭ ‬التأبين؟‭ ‬لقد‭ ‬أرسل‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬طاقم‭ ‬عمل‭ ‬إلى‭ ‬حفل‭ ‬تأبين‭ ‬الفنان‭ ‬الكويتي‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالحسين‭ ‬عبدالرضا‭ ‬الذي‭ ‬أقامه‭ ‬نادي‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬مع‭ ‬خالص‭ ‬اعتزازنا‭ ‬واحترامنا‭ ‬إلى‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬–‭ ‬بوعدنان‭ - ‬لكن‭ ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفنان‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬غيره؟‭!‬

إن‭ ‬مسؤولية‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬تغطية‭ ‬فعاليات‭ ‬معينة،‭ ‬بل‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للفنان‭ ‬البحريني‭ ‬وجود‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬واعتراف‭ ‬بقضاياه‭ ‬وأنشطته‭ ‬المختلفة،‭ ‬فالترويج‭ ‬للفعاليات‭ ‬الخارجية‭ ‬والفنانين‭ ‬الأجانب‭ ‬ليس‭ ‬مقياس‭ ‬تقدم‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬إنما‭ ‬المقياس‭ ‬رعاية‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬وتغطية‭ ‬إنجازاته‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المشاهد‭ ‬العربي‭ ‬لأنه‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحضاري،‭ ‬فهو‭ ‬متسع‭ ‬كدائرة‭ ‬العالم‭ ‬وامتداد‭ ‬الزمن‭.‬

 

للأسف‭ ‬لم‭ ‬يلتزم‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬بخدمة‭ ‬الفنان‭ ‬والمبدع‭ ‬البحريني‭ ‬ومرت‭ ‬ليلة‭ ‬تأبين‭ ‬عملاق‭ ‬الفن‭ ‬إبراهيم‭ ‬بحر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬حتى‭ ‬روحه‭ ‬التي‭ ‬رفرفت‭ ‬على‭ ‬رؤوسنا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬كتبت‭ ‬لنا‭ ‬بالنور‭ ‬همسات‭ ‬غضبها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التجاهل‭.‬