عذراً...

| نجاة المضحكي

“فلم‭ ‬أجد‭ ‬الأخلاق‭ ‬إلا‭ ‬تخلقا‭.. ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬الأفضال‭ ‬إلا‭ ‬تفضلا،‭ ‬صلاح‭ ‬أمرك‭ ‬للأخلاق‭ ‬مرجعه‭... ‬فقوم‭ ‬النفس‭ ‬بالأخلاق‭ ‬تستقم”‭. ‬هل‭ ‬يحق‭ ‬للنائب‭ ‬أن‭ ‬يتطاول‭ ‬على‭ ‬وزير‭ ‬بكلمات‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬شأنه؟‭ ‬أليست‭ ‬مخاطبة‭ ‬الوزير‭ ‬بتعال‭ ‬وصراخ‭ ‬مس‭ ‬بمكانة‭ ‬الحكومة‭ ‬وهيبتها،‭ ‬فعندما‭ ‬يصف‭ ‬نائب‭ ‬رد‭ ‬الوزير‭ ‬بالأسلوب‭ ‬الركيك‭ ‬و”كأنه‭ ‬كاتب‭ ‬مسج‭ ‬إلى‭ ‬صديق”،‭ ‬كما‭ ‬يخاطبه‭ ‬بأسلوب‭ ‬استفزازي‭ ‬ويقول‭ ‬له‭ ‬“إذا‭ ‬لديك‭ ‬جرأة‭ ‬تقدم‭ ‬للشعب‭ ‬بالاعتذار”،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬ميدانية‭ ‬دار‭ ‬فيها‭ ‬حديث‭ ‬ودي،‭ ‬وكان‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬التسجيل‭ ‬ألا‭ ‬ينشره؟‭ ‬وكذلك‭ ‬النائب‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تنفيذ‭ ‬وعيدها‭ ‬بأن‭ ‬تعود‭ ‬للوزير‭ ‬بعد‭ ‬تأدية‭ ‬القسم‭ ‬بعدما‭ ‬يئست‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬طلباتها،‭ ‬فهاهي‭ ‬الأخرى‭ ‬تقول‭ ‬للوزير‭ ‬“أستغرب‭ ‬استخفاف‭ ‬الوزير‭ ‬بعدم‭ ‬الرد‭ ‬كتابياً‭ ‬على‭ ‬سؤالي،‭ ‬وبذمتك‭...‬”،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أسلوب‭ ‬المخاطبة‭ ‬الذي‭ ‬والله‭ ‬لو‭ ‬قام‭ ‬معلم‭ ‬بمخاطبة‭ ‬تلميذ‭ ‬بهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬لشكلت‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬المعلم،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬مهمة‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬“بهدلة‭ ‬الوزراء”‭.‬

شعب‭ ‬البحرين‭ ‬يا‭ ‬نواب‭ ‬تربى‭ ‬على‭ ‬فضائل‭ ‬الأخلاق،‭ ‬ولا‭ ‬يرضى‭ ‬على‭ ‬وزراء‭ ‬حكومته،‭ ‬فهم‭ ‬رجالات‭ ‬دولة‭ ‬ولديهم‭ ‬حصانة،‭ ‬كما‭ ‬لديهم‭ ‬مسؤوليات‭ ‬جمة‭ ‬يتحملونها،‭ ‬مسؤولية‭ ‬خدمة‭ ‬الشعب‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المشاريع،‭ ‬ولا‭ ‬تليق‭ ‬بمكانتهم‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬غير‭ ‬اللائقة‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬إنجازات‭ ‬الدولة،‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬الوزير‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬يواجهه‭ ‬مع‭ ‬نواب‭ ‬لا‭ ‬يحسنون‭ ‬انتقاء‭ ‬الكلمات‭. ‬إن‭ ‬الأسلوب‭ ‬الذي‭ ‬يتعاطى‭ ‬به‭ ‬النواب‭ ‬مع‭ ‬الوزراء،‭ ‬أسلوب‭ ‬لا‭ ‬يتبعه‭ ‬حتى‭ ‬المحققون‭ ‬في‭ ‬الجرائم،‭ ‬فكيف‭ ‬بوزير‭ ‬يتم‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬مشاريع‭ ‬إسكانية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نائب‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬صلاحيته‭ ‬الاستفسار،‭ ‬والحرية‭ ‬متروكة‭ ‬للوزير،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الوزير‭ ‬عليه‭ ‬حكومة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرجع‭ ‬لها‭ ‬قبل‭ ‬الإدلاء‭ ‬بأية‭ ‬معلومات‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬ضررا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬أسرارا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إذاعتها،‭ ‬وحتى‭ ‬الأخبار‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬وعلى‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬لا‭ ‬تذاع‭ ‬إلا‭ ‬الأخبار‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬وبعد‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬نشرها،‭ ‬والدول‭ ‬الكبرى‭ ‬كمثال‭ ‬شديدة‭ ‬الحرص‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أسرارها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

حكومتنا‭ ‬ومن‭ ‬يمثلها‭ ‬لها‭ ‬الحشيمة‭ ‬والكرامة،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬الاعتذار‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الإسكان،‭ ‬وكذلك‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬إذ‭ ‬إنهما‭ ‬تعرضا‭ ‬إلى‭ ‬أسلوب‭ ‬غير‭ ‬مهذب‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الأسئلة‭.‬

 

شعب‭ ‬البحرين‭ ‬يا‭ ‬نواب‭ ‬تربى‭ ‬على‭ ‬فضائل‭ ‬الأخلاق،‭ ‬ولا‭ ‬يرضى‭ ‬على‭ ‬وزراء‭ ‬حكومته،‭ ‬فهم‭ ‬رجالات‭ ‬الدولة‭.‬