دور الصناعة في التنمية الوطنية

| عبدعلي الغسرة

أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬سموه‭ ‬الأخير‭ ‬مسؤولي‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الصناعة‭ ‬الوطنية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬أن‭ (‬الصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬حضور‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المنظومة‭ ‬الاقتصادية‭). ‬وهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬للصناعة‭ ‬من‭ ‬دورٍ‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬تطور‭ ‬هائل‭ ‬وتقدم‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬والشواهد‭ ‬كثيرة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المُتقدمة‭ ‬التي‭ ‬انتهجت‭ ‬الصناعة‭ ‬طريقًا‭ ‬واقتصادًا‭. ‬وتكمن‭ ‬أهمية‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬قدرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬تؤهلها‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المُستدامة،‭ ‬وزيادة‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ولتمتعها‭ ‬بروابط‭ ‬وتشابكات‭ ‬مُتعددة‭ ‬مع‭ ‬قطاعات‭ ‬إنتاجية‭ ‬وخدمية‭ ‬أخرى،‭ ‬واستقطابها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬وإسهامها‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فُرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬وتطوير‭ ‬القدرات‭ ‬الفنية‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قطاعاتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتميز‭ ‬بتكوين‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الأخرى‭.‬

ويأتي‭ ‬تأكيد‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الصناعة‭ ‬لقدرتها‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬يَلزم‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استيرادها،‭ ‬وتشغيلها‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأفراد‭ ‬وزيادة‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬والإيراد‭ ‬الحكومي،‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬النشاطات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتطويرها،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬باستغلال‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتاحة‭ ‬واستثمارها‭ ‬استثمارًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬مُفيدًا‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬توجه‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬لتطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتنويعه‭ ‬سنت‭ ‬التشريعات‭ ‬وأقرت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬مادية‭ ‬ومالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحسين‭ ‬المتواصل‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وأعطت‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬المحلي‭ ‬والأجنبي‭ ‬دورًا‭ ‬مُهمًا‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬ويأتي‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬رفع‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬المحفزة‭ ‬للاستثمار‭ ‬والتصدير‭ ‬وتشييد‭ ‬المدن‭ ‬الصناعية‭ ‬وتوفير‭ ‬التمويل‭ ‬للصناعات‭ ‬الصغيرة‭.‬

وصناعة‭ ‬أي‭ ‬منتج‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬متعددة،‭ ‬ومنها،‭ ‬دراسة‭ ‬واقع‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬ومحدداتها‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬وجودته‭ ‬والتسويق،‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ودراسة‭ ‬تأثير‭ ‬التقلبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتطورات‭ ‬السياسية،‭ ‬ومساحة‭ ‬حرية‭ ‬انتقال‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بجانب‭ ‬صيغ‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬معها،‭ ‬وأيضًا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬المنتجات‭ ‬الوطنية‭ ‬سواء‭ ‬السلعية‭ ‬أو‭ ‬الخدمية‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬والصمود‭ ‬أمام‭ ‬المنتجات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتوفير‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬الموضوعية‭ ‬والبنيوية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬كفاءتها‭ ‬وبالتالي‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭ ‬داخليًا‭ ‬وخارجيًا‭.‬