ريشة في الهواء

اختراق منظومتنا الخليجية مستمر؟!

| أحمد جمعة

الازدواجية‭ ‬اليوم‭ ‬بطل‭ ‬مشاريع‭ ‬عربية‭ ‬وخليجية‭ ‬خاصة،‭ ‬فقدان‭ ‬المعايير‭ ‬البطل‭ ‬الآخر‭ ‬بالحراك‭ ‬الإعلامي‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تفسير‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬يبرر‭ ‬مشاركة‭ ‬إعلامي‭ ‬يدعى‭ ‬جورج‭ ‬قرداحي‭ ‬لا‭ ‬يكف‭ ‬ساعة‭ ‬عن‭ ‬تمجيد‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وتلميع‭ ‬رئيسه‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬برجل‭ ‬العام‭ ‬بقناة‭ ‬المنار،‭ ‬بل‭ ‬الطعن‭ ‬بمناسبة‭ ‬وبدون‭ ‬مناسبة‭ ‬بالإعلام‭ ‬الخليجي‭ ‬والترويج‭ ‬المستمر‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وخصوصا‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الغمز‭ ‬والإيحاءات‭ ‬وأحياناً‭ ‬مباشرة‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬مشاركته‭ ‬بمنتدى‭ ‬إعلامي‭ ‬خليجي‭ ‬بورقة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬متغيرات‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الإعلام،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أسماء‭ ‬تراثية‭ ‬أكل‭ ‬عليها‭ ‬الدهر‭ ‬وشرب‭ ‬يعاد‭ ‬تلميعها‭ ‬فقدت‭ ‬مبرر‭ ‬مواكبتها‭ ‬المتغيرات‭ ‬التقنية‭ ‬والفكرية‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالعصر‭ ‬ومنجزاته‭ ‬الخارقة‭ ‬بمستوى‭ ‬فلسفة‭ ‬الميديا‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬مرحلة‭ ‬ألغي‭ ‬فيها‭ ‬تعبير‭ ‬الإعلام‭ ‬لأنه‭ ‬مصطلح‭ ‬متخلف‭ ‬يعيد‭ ‬تذكيرنا‭ ‬بعصر‭ ‬وزارات‭ ‬التوجيه‭ ‬والإرشاد،‭ ‬وبالإعلام‭ ‬العقائدي‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬المشاركة‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬مؤتمراتنا‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬أستغرب‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يفحص‭ ‬ويدقق‭ ‬بتلك‭ ‬المشاركات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغني‭ ‬ولا‭ ‬تسمن،‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬رغم‭ ‬عدائها‭ ‬لنا‭ ‬تملك‭ ‬رؤية‭ ‬لكان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مقبولا‭ ‬ويمكن‭ ‬تجاوزه،‭ ‬لكنها‭ ‬للأسف‭ ‬ديناصورات‭ ‬محنطة‭ ‬لا‭ ‬يربطها‭ ‬بعصر‭ ‬العولمة‭ ‬والموجة‭ ‬الثورية‭ ‬بالتواصل‭ ‬أي‭ ‬رابط،‭ ‬نراها‭ ‬تحتل‭ ‬المقاعد‭ ‬بالصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬بمؤتمراتنا‭ ‬الثقافية‭ ‬والإعلامية‭.‬

هذا‭ ‬القرداحي‭ ‬حيى‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع،‭ ‬ورفع‭ ‬الراية‭ ‬مع‭ ‬خلايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ومجد‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬المصنف‭ ‬إرهابياً،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬وغيره‭ ‬مشاركون‭ ‬بالمنتديات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬هذا‭ ‬الاختراق‭ ‬المنظم‭ ‬لمنظومتنا‭ ‬الخليجية‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬تفسير‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬غياب‭ ‬الرؤية‭ ‬مع‭ ‬ارتجالية‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬يكتفي‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬دورية‭ ‬إقامة‭ ‬وتنظيم‭ ‬هذه‭ ‬المنتديات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬لأجل‭ ‬الاستمرارية‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النتائج،‭ ‬وهذا‭ ‬سبب‭ ‬إخفاقنا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬نفس‭ ‬المؤتمرات‭ ‬ونفس‭ ‬الأوراق‭ ‬ونفس‭ ‬الأطروحات‭ ‬وذات‭ ‬الوجوه‭ ‬إلا‭ ‬التي‭ ‬غيبها‭ ‬الموت‭ ‬والعجز،‭ ‬ذات‭ ‬العناوين‭ ‬وذات‭ ‬الخطاب‭ ‬المجتر،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬وجوه‭ ‬مخترقة‭ ‬عدائية‭ ‬تغذي‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭.‬

لن‭ ‬نتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬ولن‭ ‬ننجز‭ ‬خطوة‭ ‬بالإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬ما‭ ‬دمنا‭ ‬ندور‭ ‬بنفس‭ ‬الحلقة‭ ‬المفرغة‭ ‬التي‭ ‬عنوانها‭ ‬إعلام‭ ‬وإرشاد‭ ‬وتوجيه،‭ ‬وأعداء‭ ‬لشعوبنا‭ ‬حلفاء‭ ‬الشيطان‭ ‬يشاركون‭ ‬بمنتدياتنا،‭ ‬غيروا‭ ‬العناوين‭ ‬والوجوه‭ ‬والخطابات‭ ‬لتواكبوا‭ ‬موجة‭ ‬العصر‭ ‬وإلا‭ ‬ظلوا‭ ‬بآخر‭ ‬الصف‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬تكاليف‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬بوقت‭ ‬نعاني‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬صارخة‭!.‬

 

تنويرة‭: ‬الصلاة‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬ليست‭ ‬برهان‭ ‬الإيمان‭.‬