فجر جديد

“النطاطة”‭ ‬في‭ ‬“الواتساب”

| إبراهيم النهام

“المزايدة‭ ‬في‭ ‬الوطنية”‭ ‬مرض‭ ‬عضال،‭ ‬وآفة‭ ‬ضارة،‭ ‬تقوده‭ ‬فئة‭ ‬جاهلة،‭ ‬وكلت‭ ‬نفسها‭ ‬–زورًا‭- ‬مسؤولية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬البلد‭ ‬بهواها،‭ ‬مشككة‭ ‬بوطنية‭ ‬غيرها،‭ ‬وبنواياهم،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬صادقة‭.‬

هذه‭ ‬الشاكلة‭ ‬من‭ ‬“المتملقين”‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬المتاجرة‭ ‬بالمواقف،‭ ‬وسيلة‭ ‬مثلى‭ ‬للوصول‭ ‬والتكسب‭ ‬الشخصي،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬تهزهم‭ ‬مصلحة،‭ ‬لأن‭ ‬يتنازلوا‭ ‬عن‭ ‬مبادئهم،‭ ‬ومواقفهم،‭ ‬ومحبتهم‭ ‬الوافرة‭ ‬للبحرين،‭ ‬ولمن‭ ‬عليها،‭ ‬قيد‭ ‬شعرة‭.‬

وكُنت‭ ‬قد‭ ‬تلقيت‭ ‬أخيرًا‭ ‬دعوات‭ ‬كريمة،‭ ‬للإضافة‭ ‬في‭ ‬“قروبات‭ ‬الواتساب”‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬والمعارف،‭ ‬وأصحاب‭ ‬المجالس‭ ‬العائلية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬وجدتها‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للتقرب‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وللنظر‭ ‬في‭ ‬أولوياتهم،‭ ‬واهتماماتهم،‭ ‬وما‭ ‬يشغل‭ ‬بالهم،‭ ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬لاحظته؟

فعلاوة‭ ‬على‭ ‬النقاشات‭ ‬الهادفة،‭ ‬وتبادل‭ ‬المقالات،‭ ‬والآراء،‭ ‬والأخبار‭ ‬الجديدة،‭ ‬بين‭ ‬جمهور‭ ‬المتابعين‭ ‬الكرام،‭ ‬رصدُت‭ ‬بعين‭ ‬الصحفي،‭ ‬فئة‭ ‬صغيرة‭ ‬شاغلها‭ ‬الأول‭ ‬محاربة‭ ‬كل‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬سقفه‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ (‬الناقد‭) ‬بمهمة‭ ‬عمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬متابعة،‭ ‬ومشاركة،‭ ‬ودلو‭ ‬برأي‭.‬

هذه‭ ‬الفئة‭ ‬“المتسلقة”‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬رأيًا،‭ ‬أو‭ ‬استفسارًا،‭ ‬أو‭ ‬استغرابًا،‭ ‬إلا‭ ‬ووجّهت‭ ‬إليه‭ ‬سيلاً‭ ‬من‭ ‬سهامها‭ ‬الحادة،‭ ‬بمسار‭ ‬وخط‭ ‬واحد،‭ ‬كفئة‭ ‬تطبّل‭ ‬للباطل،‭ ‬وتدعي‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬فيه،‭ ‬ذكرتي‭ ‬بوصف‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ ‬لها‭ ‬بــ‭(‬الرويبضة‭).‬

إن‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬بُنيت‭ ‬عليه‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬الأول‭ ‬لها،‭ ‬كدولة‭ ‬مؤسسات‭ ‬مدنية‭ ‬ناهضة،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬سواعد‭ ‬وفكر‭ ‬أبنائها،‭ ‬بمزيج‭ ‬من‭ ‬المناصحة،‭ ‬والغيرة،‭ ‬والمصارحة،‭ ‬لهو‭ ‬محُارب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هؤلاء‭ ‬“النطاطة”‭ ‬ممن‭ ‬وكلوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬بما‭ ‬ليس‭ ‬فيهم،‭ ‬بسلوك‭ ‬دخيل‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الوعي،‭ ‬والوعي‭ ‬جيدًا‭.‬