زبدة القول

تسافر لتغني أم لتسيء إلى بلدها

| د. بثينة خليفة قاسم

مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬المطربة‭ ‬المصرية‭ ‬بالإساءة‭ ‬إلى‭ ‬بلدها‭ ‬وتشعل‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وغيرها‭ ‬وكأنها‭ ‬لم‭ ‬تتعظ‭ ‬مما‭ ‬قالته‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬مرة‭ ‬سابقة‭ ‬عندما‭ ‬أساءت‭ ‬إلى‭ ‬رمز‭ ‬مصري‭ ‬طالما‭ ‬قدسه‭ ‬وخلده‭ ‬الشعر‭ ‬والغناء‭ ‬وكل‭ ‬الفنون‭ ‬وهو‭ ‬نهر‭ ‬النيل،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أساءت‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬وارتكبت‭ ‬جريمة‭ ‬بحق‭ ‬بلدها‭ ‬مصر‭ ‬وأعطت‭ ‬فرصة‭ ‬نادرة‭ ‬لأعداء‭ ‬بلدها‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬سببا‭ ‬لمواصلة‭ ‬الطنطنة‭ ‬والإساءة‭ ‬لمصر‭ ‬وقيادتها‭.‬

ما‭ ‬قالته‭ ‬تلك‭ ‬الفنانة‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬يقبله‭ ‬كل‭ ‬الوطنيين‭ ‬الذين‭ ‬يحترمون‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬وقيادتها،‭ ‬ولمست‭ ‬بنفسي‭ ‬استياء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬تلك‭ ‬المطربة‭ ‬التي‭ ‬أهانت‭ ‬بها‭ ‬بلدها‭ ‬مصر‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬بلدنا‭ ‬التي‭ ‬نحبها‭ ‬كما‭ ‬نحب‭ ‬البحرين‭. ‬أستغرب‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يلتمسون‭ ‬أعذارا‭ ‬لهذه‭ ‬المطربة‭ ‬ويتحدثون‭ ‬عن‭ ‬حسن‭ ‬نية‭ ‬فيما‭ ‬قالته‭ ‬عن‭ ‬بلدها‭! ‬فكيف‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬حسن‭ ‬نية‭ ‬وعن‭ ‬زلات‭ ‬لسان‭ ‬حول‭ ‬فنان‭ ‬سافر‭ ‬ليغني‭ ‬خارج‭ ‬بلده؟

إن‭ ‬أبسط‭ ‬ما‭ ‬يتعلمه‭ ‬الشخص‭ ‬العادي‭ ‬المسافر‭ ‬أنه‭ ‬بمثابة‭ ‬سفير‭ ‬لبلده‭ ‬وأن‭ ‬تصرفاته‭ ‬محسوبة‭ ‬على‭ ‬بلده،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بالمطرب‭ ‬الذي‭ ‬يجلس‭ ‬أمامه‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬ليستمعوا‭ ‬إليه؟‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المطربة‭ ‬تجيد‭ ‬الغناء‭ ‬ولا‭ ‬تجيد‭ ‬الكلام،‭ ‬فعليها‭ ‬أن‭ ‬تكتفي‭ ‬بالغناء،‭ ‬فليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭!‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬أيام‭ ‬زمان‭ ‬ورحم‭ ‬الله‭ ‬كوكب‭ ‬الشرق‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬ورحم‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالباسط‭ ‬عبدالصمد‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬قراء‭ ‬القرآن‭ ‬والفنانين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يسافرون‭ ‬ليأتوا‭ ‬بالمال‭ ‬والذهب‭ ‬لمصر‭ ‬ولا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عنها‭ ‬بسوء،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬مطربين‭ ‬يسافرون‭ ‬ليأخذوا‭  ‬المال‭ ‬لأنفسهم‭ ‬ويتحدثون‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬بسوء‭.‬

من‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬نؤكد‭ ‬لإخواننا‭ ‬المصريين‭ ‬الذين‭ ‬استاءوا‭ ‬مما‭ ‬قالته‭ ‬المطربة‭ ‬المصرية‭ ‬أننا‭ ‬معهم‭ ‬وأننا‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬يسيء‭ ‬أحد‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬بحريني،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المسيء‭ ‬مصريا‭.‬