“الجولان” كفلسطين عربية

| عبدعلي الغسرة

جاء‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترمب‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬بالسيادة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬الجولان‭ ‬بعد‭ (‬52‭) ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬تنفيذا‭ ‬لقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018م‭ ‬والداعم‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وكذلك‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬الرئيسين‭ ‬الأميركي‭ ‬والروسي‭ ‬في‭ (‬هلسنكي‭) ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2018م‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ (‬ضمان‭ ‬أمن‭ ‬دولة‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬نتائجه‭ (‬انسحاب‭ ‬الميليشيات‭ ‬الإيرانية‭ ‬مسافة‭ ‬140‭ ‬كلم‭ ‬باتجاه‭ ‬الشرق‭)‬،‭ ‬وانتشار‭ ‬الشرطة‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬برافو‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬الجولان‭ ‬والقنيطرة،‭ ‬وإعادة‭ ‬نشر‭ ‬القوات‭ ‬الدولية‭ ‬لفك‭ ‬الاشتباك‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المنزوعة‭ ‬من‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬الجولان‭ ‬إلى‭ ‬جنوبه‭)‬،‭ ‬وتم‭ ‬ضم‭ ‬الجولان‭ ‬بموجب‭ (‬قانون‭ ‬الجولان‭) ‬في‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬1981م‭ ‬والذي‭ ‬رفضه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭.‬

وبقرار‭ ‬ترمب‭ ‬ينتهي‭ ‬دور‭ ‬أميركا‭ ‬كوسيط‭ ‬بين‭ ‬سوريا‭ ‬والصهاينة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬بموجب‭ ‬القرار‭ (‬242‭) ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ (‬انسحاب‭ ‬الصهاينة‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬احتلوها‭) ‬بعد‭ ‬مفاوضات‭ ‬رعتها‭ ‬أميركا‭ ‬في‭ (‬2010م‭ ‬حتى‭ ‬2011م‭) ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ (‬قبول‭ ‬الصهاينة‭ ‬السيادة‭ ‬السورية‭ ‬على‭ ‬الجولان‭ ‬مقابل‭ ‬ترتيبات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬والتطبيع،‭ ‬ووعود‭ ‬بابتعاد‭ ‬دمشق‭ ‬عن‭ ‬إيران‭)‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وبسبب‭ ‬الأحداث‭ ‬السورية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬شيء‭.‬

ويعتبر‭ ‬قرار‭ ‬ترمب‭ ‬غير‭ ‬صحيح،‭ ‬فقد‭ ‬أقر‭ ‬الصهاينة‭ ‬قانون‭ ‬ضم‭ ‬الجولان‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬1981م‭ ‬ورفضه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬كون‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬بالقوة‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬بموجب‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأن‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬242‭ ‬و338‭) ‬المرجعية‭ ‬لأية‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬القرار‭ ‬الأميركي‭.‬

جرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬السوريين‭ ‬والصهاينة‭ ‬وبحضور‭ ‬الأميركيين‭ ‬والغربيين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬المسؤولين‭ ‬الصهاينة‭ ‬كل‭ ‬المفاوضات‭ ‬منذ‭ ‬احتلال‭ ‬الجولان‭ ‬وإلى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬حضور‭ ‬بدون‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬جاد‭ ‬يتعلق‭ ‬بعودة‭ ‬الجولان،‭ ‬فالجانب‭ ‬العربي‭ ‬مُتمسك‭ ‬بعودتها‭ ‬والصهاينة‭ ‬بضمها،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬مساحة‭ ‬وسطى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬وقعت‭ ‬سوريا‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬الصهاينة‭ ‬لن‭ ‬ترجع‭ ‬الجولان‭ ‬إليها،‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬موقعا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬وأمنيا‭ ‬للصهاينة،‭ ‬وواشنطن‭ ‬وموسكو‭ ‬والغرب‭ ‬لن‭ ‬يقفوا‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬ولن‭ ‬يتخلوا‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬وأمن‭ ‬الصهاينة،‭ ‬أما‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬العواصم‭ ‬الغربية‭ ‬فهي‭ ‬خداع‭ ‬ومماطلة‭ ‬لأجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التنازلات‭ ‬لصالح‭ ‬الصهاينة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يُريدون‭ ‬السلام‭ ‬بل‭ ‬ابتلاع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭... ‬الجولان‭ ‬كفلسطين‭ ‬عربية‭.‬