“جولييت”‭ ‬سرقت‭ ‬فلوس‭ ‬“روميو”‭ ‬الخبل‭!‬

| سعيد محمد

قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬وفي‭ ‬أوج‭ ‬انتشار‭ ‬مواقع‭ ‬“البالتوك”‭ ‬والمنتديات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وتفريعات‭ ‬المحادثات‭ ‬فيها،‭ ‬كتبت‭ ‬مقالًا‭ ‬بعنوان‭ ‬“الرجل‭ ‬العاهرة”‭! ‬وكان‭ ‬العنوان‭ ‬وحده‭ ‬كفيلًا‭ ‬بأن‭ ‬يستقطب‭ ‬المتفقين‭ ‬والمختلفين،‭ ‬الذين‭ ‬قرأوا‭ ‬المقال‭ ‬كاملًا‭ ‬والذين‭ ‬لم‭ ‬يقرأوا‭ ‬إلا‭ ‬العنوان،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضهم‭ ‬تكرم‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬ليوضح‭ ‬أن‭ ‬“في‭ ‬العنوان‭ ‬خطأ‭ ‬مطبعي”،‭ ‬وآخر‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬“كاتب‭ ‬المقال‭ ‬لا‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬المذكر‭ ‬والمؤنث”،‭ ‬وثالث‭ ‬ساق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأقوال‭ ‬المأثورة‭ ‬والنصائح‭ ‬ليرشدني‭ ‬إلى‭ ‬“طريق‭ ‬الصواب‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية”،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬مقال‭ ‬“الرجل‭ ‬العاهرة”‭ ‬كان‭ ‬للتحذير‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬استخدام‭ ‬الأسماء‭ ‬النسوية‭ ‬والصور‭ ‬المفبركة‭ ‬في‭ ‬العضويات،‭ ‬وفي‭ ‬الأساس‭ ‬هي‭ ‬“لذكور”‭ ‬تقمصوا‭ ‬تلك‭ ‬العضويات؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استدراج‭ ‬المغفلين‭ ‬وخداعهم‭.‬

بالطبع،‭ ‬كان‭ ‬المجال‭ ‬مفتوحًا‭ ‬للفبركة‭ ‬واستخدام‭ ‬العضويات‭ ‬المزيفة،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬البالتوك‭ ‬والمنتديات‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬فهو‭ ‬مستمر‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬تطبيقات‭ ‬الـ‭ ‬”سوشال‭ ‬ميديا”‭ ‬على‭ ‬اختلافها،‭ ‬فالصور‭ ‬المفبركة‭ ‬سهلة‭ ‬للغاية،‭ ‬وتقمص‭ ‬الذكور‭ ‬شخصيات‭ ‬الإناث‭ ‬متاح،‭ ‬ولا‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬“غوغل”‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تصميم‭ ‬صورة‭ ‬“بالفوتوشوب”،‭ ‬ثم‭ ‬اصطياد‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اصطياده‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬المولعين‭ ‬بمحادثات‭ ‬الحب‭ ‬والغرام‭ ‬والعشق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الذي‭ ‬ستكون‭ ‬خاتمته‭ ‬سرقة‭ ‬ما‭ ‬تيسر‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬المغفلين‭ ‬المخدوعين،‭ ‬فـ‭ ‬“الرجل‭ ‬العاهرة”‭ ‬كان‭ ‬ذكرًا‭ ‬يمثل‭ ‬دور‭ ‬أنثى‭ ‬مهووسة‭ ‬بالعشق‭ ‬والليالي‭ ‬الحمراء‭.‬

ولأن‭ ‬“الحبل‭ ‬على‭ ‬الجرار”‭ ‬والحيلة‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬قائمة‭ ‬ونشطة،‭ ‬والمغفلون‭ ‬هم‭ ‬ذاتهم‭ ‬ونشطون‭ ‬أيضًا،‭ ‬قرأنا‭ ‬خبر‭ ‬محرر‭ ‬المحاكم‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬الزميل‭ ‬عباس‭ ‬إبراهيم‭ ‬عن‭ ‬تمكن‭ ‬السلطات‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬شاب‭ ‬استغل‭ ‬برنامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“سناب‭ ‬شات”‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬حساب‭ ‬باسم‭ ‬فتاة‭ ‬ونشر‭ ‬فيديوهات‭ ‬ذات‭ ‬إيحاءات‭ ‬جنسية‭ ‬لفتاة‭ ‬تقوم‭ ‬بالرقص‭ ‬مدعيًا‭ ‬أنها‭ ‬هو؛‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬جسده‭ ‬للمتعة‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬دفع‭ ‬المبلغ‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬مقدما‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬عام‭ ‬يحدده‭ ‬لذلك‭ ‬الشخص‭ ‬ويطالبه‭ ‬بتصوير‭ ‬الموقع‭ ‬المخبأ‭ ‬فيه،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬يستولي‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬ويحظر‭ ‬حساب‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يطالبه‭ ‬بممارسة‭ ‬الجنس،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الأخير‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتعامل‭ ‬معه‭ ‬ليس‭ ‬فتاة‭ ‬أصلًا‭.‬

عمومًا،‭ ‬قد‭ ‬يناسب‭ ‬القول‭ ‬”راحت‭ ‬رجال‭ ‬ترفع‭ ‬الدروازة‭.. ‬وجتنا‭ ‬رجال‭ ‬المطنزة‭ ‬والعازة”‭.. ‬والحال‭ ‬كذلك‭ ‬“يتسدح”‭ ‬الذكر‭ ‬المحتال‭ ‬متقمصًا‭ ‬دور‭ ‬“جولييت”،‭ ‬و‭ ‬”يتخرفن”‭ ‬عشاق‭ ‬“سواد‭ ‬الوجه”‭ ‬وراحت‭ ‬فلوسك‭ ‬يا‭ ‬“روميو”‭ ‬الخبل‭.‬