من جديد

نساء‭ ‬خارج‭ ‬الجدول‭!‬

| د. سمر الأبيوكي

لسنا‭ ‬خارقات‭... ‬نعم‭ ‬يا‭ ‬سادة‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬دم‭ ‬ولحم‭ ‬ونتعب‭ ‬كثيرا‭ ‬وتمر‭ ‬أيام‭ ‬علينا‭ ‬ثقيلة‭ ‬نتمنى‭ ‬فيها‭ ‬رؤية‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‭ ‬وانقضاء‭ ‬الليل‭ ‬حتى‭ ‬نصبح‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬جديد‭ ‬قد‭ ‬يحمل‭ ‬طاقة‭ ‬مخالفة‭ ‬عما‭ ‬سبقه،‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬لماذا‭ ‬يعتقد‭ ‬الجميع‭ ‬أننا‭ ‬نستطيع‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬معظمنا‭ ‬يعمل‭ ‬ويدرس‭ ‬ويربي‭ ‬وينجز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬الصعبة‭ ‬والمستعصية،‭ ‬لكننا‭ ‬مازلنا‭ ‬ضمن‭ ‬المنظومة‭ ‬البشرية‭ ‬يحدنا‭ ‬السمع‭ ‬والإبصار‭ ‬والأفئدة،‭ ‬فالفوارق‭ ‬بيننا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬قناعتنا‭ ‬الشخصية‭ ‬وإيماننا‭ ‬ويقيننا‭ ‬الداخلي‭ ‬بما‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬ولا‭ ‬أقل‭. ‬

لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬عطاءنا‭ ‬اللامحدود‭ ‬صنفنا‭ ‬في‭ ‬فئة‭ ‬خارج‭ ‬الجدول‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬عليه‭ ‬الجميع،‭ ‬ففقدنا‭ ‬الشعرة‭ ‬الفاصلة‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬غيرنا‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬جلدتنا،‭ ‬فكل‭ ‬الأمور‭ ‬الصعبة‭ ‬تنجز‭ ‬بين‭ ‬أيدينا،‭ ‬وجميع‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تسافر‭ ‬في‭ ‬خيالاتنا‭ ‬استطعنا‭ ‬ترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬واقع،‭ ‬والأدهى‭ ‬أنه‭ ‬وسط‭ ‬معارك‭ ‬إثبات‭ ‬الذات‭ ‬والتفوق‭ ‬عليها‭ ‬نضيف‭ ‬أعباء‭ ‬جديدة‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسنا‭ ‬متباهيات‭ ‬بقدرة‭ ‬لا‭ ‬متناهية‭ ‬لمعاني‭ ‬الصبر‭ ‬والعزيمة‭.‬

ثم‭ ‬ماذا؟‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬الأخطر‭ ‬هنا‭.. ‬كون‭ ‬الأهداف‭ ‬لا‭ ‬تتشابه‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬الشخصيات‭ ‬والطموح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإجابة‭ ‬الصحيحة‭ ‬أننا‭ ‬بانتظار‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬من‭ ‬شكر‭ ‬ولين‭ ‬ورأفة‭ ‬كما‭ ‬ننتظر‭ ‬ما‭ ‬نؤجر‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬ثواب،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬نساء‭ ‬حملهن‭ ‬المجتمع‭ ‬ومن‭ ‬حولهن‭ ‬مسؤوليات‭ ‬استطعنا‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬القيام‭ ‬بها‭.‬

 

ومضة‭:‬

حاولت‭ ‬أنا‭ ‬وغيري‭ ‬ممن‭ ‬يعشن‭ ‬تجربة‭ ‬حياتية‭ ‬مشابهة‭ ‬لما‭ ‬تعيشه‭ ‬معظم‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬الحالي‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أكثر‭ ‬تركيزا‭ ‬وتقليصا‭ ‬للمسؤوليات‭ ‬حتى‭ ‬نصنع‭ ‬فجوة‭ ‬فراغية‭ ‬مقصودة‭ ‬نستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬ندلل‭ ‬أنفسنا‭ ‬كالأخريات،‭ ‬فقمنا‭ ‬بخفض‭ ‬قائمة‭ ‬الأهداف‭ ‬المراد‭ ‬إنجازها‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ (‬وهو‭ ‬معدل‭ ‬اعتيادي‭ ‬قد‭ ‬يرتفع‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭ ‬لكنه‭ ‬يأبى‭ ‬أن‭ ‬ينخفض‭) ‬إلى‭ ‬هدفين‭ ‬لكننا‭ ‬للأسف‭ ‬أصبنا‭ ‬باكتئاب‭ ‬حاد‭ ‬يومها‭ ‬وعدلنا‭ ‬عن‭ ‬رغبتنا‭..‬‭. ‬ففئة‭ ‬خارج‭ ‬الجدول‭ ‬ملهمة‭ ‬ومميزة‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭!.‬