التدخلات السافرة للإعلام الغربي

| عبدعلي الغسرة

طالبت‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أعدادها‭ ‬الصادرة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬السعوديات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجريدة‭ ‬لمعرفة‭ ‬طموحاتهن‭ ‬وآرائهن‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬السعودي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغريدة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ (‬لأول‭ ‬مرة‭) ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تويتر،‭ ‬وهي‭ ‬بادرة‭ ‬مُغلفة‭ ‬بالتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المُجتمع‭ ‬السعودي‭ ‬بذريعة‭ ‬نشر‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحرية‭ ‬الفكر‭ ‬والتعبير،‭ ‬وهذا‭ ‬شيءٌ‭ ‬قليلٌ‭ ‬من‭ ‬جُملة‭ ‬التدخلات‭ ‬الأميركية‭ ‬والغربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السعودي‭.‬

هذه‭ ‬التدخلات‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتعايش‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر،‭ ‬وتصدت‭ ‬لهذه‭ ‬الدعوة‭ ‬الأكاديميات‭ ‬السعودية‭ ‬والمتخصصات،‭ ‬حيث‭ ‬طالبن‭ ‬الصحيفة‭ ‬وأمثالها‭ ‬بالكف‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬والسعودية‭ ‬بالذات،‭ ‬وعدم‭ ‬التطفل‭ ‬عليها،‭ ‬فقد‭ ‬كتبت‭ ‬أستاذة‭ ‬الحديث‭ ‬بجامعة‭ ‬الأميرة‭ ‬نورة‭ ‬والمشرفة‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬النجاح‭ ‬للاستشارات‭ ‬التربوية‭ ‬“د‭. ‬رقية‭ ‬المحارب”‭ ‬مخاطبة‭ ‬الصحيفة‭ (‬نصف‭ ‬النساء‭ ‬البريطانيات‭ ‬يتعرضن‭ ‬للتحرش‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬يمكنكم‭ ‬التواصل‭ ‬معهن‭ ‬ليتكلمن‭ ‬عن‭ ‬حياتهن‭ ‬وآرائهن‭ ‬وطموحاتهن،‭ ‬و75‭ % ‬من‭ ‬النساء‭ ‬البريطانيات‭ ‬يُعانين‭ ‬من‭ ‬اكتئاب‭ ‬نفسي‭ ‬بسبب‭ ‬الضغوط‭ ‬المالية،‭ ‬تواصلوا‭ ‬معهن،‭ ‬وهناك‭ ‬ثمانية‭ ‬ملايين‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬يَعشن‭ ‬وحيدات‭ ‬مع‭ ‬أطفالهن‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬مساعدات‭ ‬خارجية‭ ‬منذُ‭ ‬عشرين‭ ‬سنة،‭ ‬حاوروهن‭).‬

وعلقت‭ ‬“د‭. ‬نوال‭ ‬البخيث”‭ ‬بقولها‭ (‬رمتني‭ ‬بدائها‭ ‬وانسلت،‭ ‬نريد‭ ‬إخباركم‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬المُهدرة‭ ‬كرامتها‭ ‬عندكم،‭ ‬وعدد‭ ‬اللقطاء‭ ‬والشواذ‭ ‬والأمراض‭ ‬الجنسية‭ ‬المُنتشرة‭ ‬بينكم‭. ‬وإن‭ ‬شئتم‭ ‬تواصلنا‭ ‬معكم‭ ‬بإرسال‭ ‬أطباء‭ ‬لعلاج‭ ‬الفتيات‭ ‬المكتئبات‭ ‬من‭ ‬اغتصاب‭ ‬آبائهن‭ ‬لهن،‭ ‬أو‭ ‬نفتح‭ ‬لكم‭ ‬مصحات‭ ‬لعلاج‭ ‬المُدمنات،‭ ‬ومَحاضن‭ ‬لإيواء‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والمُشردين‭).‬

وأشارت‭ ‬الكاتبة‭ ‬“هيا‭ ‬الرشيد”‭ ‬إلى‭ (‬أن‭ ‬النساء‭ ‬السعوديات‭ ‬بخير‭ ‬وللهِ‭ ‬الحمد،‭ ‬وراضيات‭ ‬بطريقة‭ ‬حياتهن،‭ ‬لكنهن‭ ‬يشفقن‭ ‬كثيرًا‭ ‬على‭ ‬حال‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬ويُوجهن‭ ‬لكم‭ ‬طلبًا‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بهن‭ ‬فقط‭). ‬واكتفت‭ ‬الباحثة‭ ‬والمختصة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬“سامية‭ ‬العُمري”‭ ‬بقولها‭ (‬لا‭ ‬شأن‭ ‬لكم‭ ‬بحياتنا،‭ ‬والأقربون‭ ‬أولى‭ ‬بالمعروف‭).‬

إنها‭ ‬ردود‭ ‬وافية‭ ‬وبلغة‭ ‬سلمية‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬عربيات‭ ‬على‭ ‬صحيفة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬بلادها‭ ‬سوى‭ ‬لغة‭ ‬القوة‭ ‬والتسلط‭ ‬والتعجرف‭ ‬والتدخل‭ ‬بالقوة‭ ‬المسلحة،‭ ‬فالمرأة‭ ‬في‭ ‬خليجنا‭ ‬العربي‭ ‬وأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬مُتعلمة‭ ‬ومثقفة‭ ‬ومُربية،‭ ‬وتعيش‭ ‬في‭ ‬سكينة‭ ‬تامة‭ ‬وراضية‭ ‬بما‭ ‬قسم‭ ‬الله‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬مع‭ ‬أسرتها‭ ‬وفي‭ ‬بلادها‭.‬