ريشة في الهواء

الصمت‭ ‬وقت‭ ‬الكلام‭ ‬أفصح

| أحمد جمعة

لن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬ترويع‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬بتصريحات‭ ‬مستفزة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬والنواب‭ ‬وكل‭ ‬الشورى،‭ ‬لن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬مشكلتنا‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬2011‭ ‬وبعدها،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬عقلية‭ ‬تصغير‭ ‬المواطن‭ ‬وتحقيره‭ ‬وتسفيهه‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭ ‬ومتواصل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات،‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬تفسيرا‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬المتكررة‭ ‬طوال‭ ‬المواسم‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬والشوريين‭ ‬والنواب‭ ‬ينتمون‭ ‬لإحدى‭ ‬فئتين،‭ ‬إما‭ ‬أنهم‭ ‬يجاملون‭ ‬من‭ ‬عينهم‭ ‬ويعتقدون‭ ‬أن‭ ‬حنفية‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬يطلقونها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬توقفت‭ ‬ستغضبهم،‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬مازالوا‭ ‬ينظرون‭ ‬للمواطن‭ ‬بأنه‭ ‬شخص‭ ‬درجة‭ ‬ثانية‭ ‬أو‭ ‬ثالثة‭ ‬قياساً‭ ‬بمستواهم،‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬تبريراً‭ ‬مهما‭ ‬دافع‭ ‬من‭ ‬دافع‭ ‬وتصدى‭ ‬من‭ ‬تصدى‭ ‬لتبرير‭ ‬تصريحات‭ ‬قراقوشية‭ ‬كأنها‭ ‬منفجرة‭ ‬من‭ ‬فوهة‭ ‬بركان‭ ‬محتقن‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬لسان‭ ‬مسؤول‭.‬

أنصح‭ ‬الجميع‭ ‬بتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬كلما‭ ‬حاولنا‭ ‬تجاوزها‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬نصطدم‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬أشنع‭ ‬منها‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬سبب‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتألم‭ ‬سوى‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬المتمثلة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بتصريحات،‭ ‬إنما‭ ‬تصبح‭ ‬أحياناً‭ ‬مواقف‭ ‬وسلوكيات‭ ‬تحتقر‭ ‬المواطن‭ ‬وتتعامل‭ ‬معه‭ ‬باعتباره‭ ‬أقل‭ ‬شأناً‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬بالأساس‭ ‬مواطنون‭ ‬جاءوا‭ ‬لمناصبهم‭ ‬ومراكزهم‭ ‬ليخدموا‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬ويقدموا‭ ‬له‭ ‬واجبهم‭ ‬ودورهم‭ ‬ومسؤوليتهم‭ ‬تجاهه،‭ ‬ولا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتفهموا‭ ‬ظروفه‭ ‬الصعبة‭ ‬ومعاناته‭ ‬وانتظاره‭ ‬مع‭ ‬تحمله‭ ‬بوقت‭ ‬يشهد‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬وضعاً‭ ‬مالياً‭ ‬صعباً،‭ ‬فأقلها‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬هؤلاء‭ ‬بتقدير‭ ‬وضع‭ ‬المواطن‭ ‬وتحمله‭ ‬ومراعاته‭ ‬بعدم‭ ‬استفزازه‭ ‬وإيلامه‭ ‬فوق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فيه‭.‬

أنصح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬لموقف‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الهزلية‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬فيها‭ ‬تصريحات‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭ ‬وغير‭ ‬مسؤولة‭ ‬وخارجة‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬اللياقة‭ ‬والذوق‭ ‬أن‭ ‬يتجاهلها‭ ‬وألا‭ ‬يلتفت‭ ‬إليها،‭ ‬بل‭ ‬يكفيه‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬والعطف‭ ‬الذي‭ ‬دأب‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬بتوجيهه‭ ‬للمواطن،‭ ‬فسموه‭ ‬وضع‭ ‬المواطن‭ ‬بمكانة‭ ‬تليق‭ ‬به‭ ‬وبمواطنته‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬ولا‭ ‬يقبل‭ ‬بأن‭ ‬يمس‭ ‬المواطن‭ ‬بكلمة‭ ‬أو‭ ‬موقف‭ ‬أو‭ ‬سلوك‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يؤلمه‭ ‬أو‭ ‬يحقره،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أنصح‭ ‬به‭ ‬بعدم‭ ‬الزج‭ ‬بنفسيته‭ ‬وعذابه‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬مادام‭ ‬رئيسه‭ ‬يجله‭ ‬ويضعه‭ ‬بالمكانة‭ ‬اللائقة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬سموه‭ ‬يوماً‭ ‬سمح‭ ‬أو‭ ‬تهاون‭ ‬بأمرٍ‭ ‬يمس‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وهذا‭ ‬يكفيه‭... ‬بقي‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬بهذا‭ ‬القول‭ ‬المأثور‭ ‬لسانك‭ ‬حصانك‭ ‬إن‭ ‬صنته‭ ‬صانك‭.‬

 

تنويرة‭: ‬أغلبنا‭ ‬يقتبس‭ ‬الأخطاء‭ ‬لأنها‭ ‬الأسهل‭.‬