ننتظر‭ ‬بشرى‭ ‬تحويل‭ ‬فائض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى

| نجاة المضحكي

رأي‭ ‬حكيم‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬التعطل‭ ‬لتمويل‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬وسيكون‭ ‬قرارا‭ ‬بامتياز‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬الإيرادت‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تتحصلها‭ ‬كضريبة‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل،‭ ‬بأن‭ ‬تسد‭ ‬أيضا‭ ‬عجز‭ ‬تمويل‭ ‬بناء‭ ‬المستشفيات‭ ‬التي‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬مردود‭ ‬حقيقي‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬حين‭ ‬تستوعب‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬المختلفة،‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬شعار‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬وهو‭ ‬“المواطن‭ ‬الخيار‭ ‬الأول”،‭ ‬كذلك‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬صرف‭ ‬الملايين‭ ‬على‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬المكياج‭ ‬أو‭ ‬كمال‭ ‬الأجسام‭ ‬أو‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬المهارات‭ ‬الإدارية،‭ ‬وفي‭ ‬الأخير‭ ‬لا‭ ‬نتيجة‭ ‬بأن‭ ‬يحصل‭ ‬المتدربون‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لأن‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬متشبع‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاصات،‭ ‬ببساطة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬وظيفة‭ ‬لخريج‭ ‬جامعي،‭ ‬فهل‭ ‬ستتوفر‭ ‬وظيفة‭ ‬لخريج‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬دورة‭ ‬في‭ ‬مهارات‭ ‬الاتصال،‭ ‬إذا‭ ‬فالمبالغ‭ ‬الفائضة‭ ‬وغير‭ ‬الفائضة‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والكفاءات‭ ‬المخلصة‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬توجيه‭ ‬الصرف‭ ‬في‭ ‬مكانه‭.‬

والاعتراض‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬التعطل،‭ ‬هو‭ ‬اعتراض‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬المعترضين‭ ‬برامج‭ ‬اقتصادية‭ ‬واقتراحات‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للعاطلين،‭ ‬بدل‭ ‬اعتمادهم‭ ‬على‭ ‬الإعانة،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬الوضع‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسستين‭ ‬حكوميتين‭ ‬لديها‭ ‬إيرادات‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬مضمونة‭ ‬ومستمرة،‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬للعاطلين،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يذكر‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬دفع‭ ‬نفقات‭ ‬100‭ ‬موظف‭ ‬حكومي‭ ‬لدراسة‭ ‬الماجستير،‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬للتساؤل‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬إنفاق‭ ‬الميزانية‭ ‬على‭ ‬موظفين‭ ‬لديهم‭ ‬وظائف،‭ ‬ولديهم‭ ‬مؤهلات‭ ‬أهلتهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة،‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ ‬كم‭ ‬كلفت‭ ‬دراستهم‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬جامعات،‭ ‬غير‭ ‬دعم‭ ‬رواتب‭ ‬مدراء‭ ‬تزيد‭ ‬رواتبهم‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬ومدراء‭ ‬بنوك‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬لمدة‭ ‬18‭ ‬شهراً‭ ‬كمكافأة‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬نفسها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حضروا‭ ‬دورة‭ ‬إدارية‭ ‬من‭ ‬دوراتها‭.‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توجيه‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى‭ ‬وتقليص‭ ‬الميزانية‭ ‬الخرافية‭ ‬لبرامجهم،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬بتمويل‭ ‬المستشفيات‭ ‬وتوسعتها،‭ ‬وأن‭ ‬يتوجه‭ ‬الدعم‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬الصحيحة‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬أنشطة‭ ‬الأجانب‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬محلات‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بشيء‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬الأجنبي‭.‬

إنها‭ ‬خطوة‭ ‬مبشرة‭ ‬بتحويل‭ ‬فائض‭ ‬ميزانية‭ ‬التعطل‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬وننتظر‭ ‬البشرى‭ ‬بتحويل‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى‭ ‬لدعم‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬تقضي‭ ‬على‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬الجذور‭.‬

 

“لابد‭ ‬من‭ ‬سد‭ ‬عجز‭ ‬تمويل‭ ‬بناء‭ ‬المستشفيات،‭ ‬لأن‭ ‬للأمر‭ ‬مردودا‭ ‬حقيقيا‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬حين‭ ‬يستوعب‭ ‬خريجي‭ ‬التخصصات‭ ‬المختلفة”‭.‬