فجر جديد

لا تستهينوا من كارثة الازدحامات

| إبراهيم النهام

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاختناقات‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬“الهايوي”‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الفترات‭ (‬بالأخص‭ ‬الصباحية‭)‬،‭ ‬والمشادات‭ ‬والمشاجرات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬بين‭ ‬السائقين،‭ ‬وتحويل‭ ‬البعض‭ ‬للخط‭ ‬الأصفر‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬رابع‭ ‬للقيادة،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬على‭ ‬صمتها‭ ‬وكأن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعنيها‭.‬

هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المزدحمة‭ ‬بالسيارات،‭ ‬وبأدخنتها،‭ ‬وبنفير‭ ‬أبواقها‭ ‬المزعج‭ ‬والمتداخل،‭ ‬نراها‭ ‬أيضاً‭ ‬بمناطق‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة،‭ ‬أولها‭ ‬جسر‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬‭(‬بكلا‭ ‬المسارين‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬الطريق‭ ‬النافذ‭ ‬إلى‭ ‬الجسر‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الحد‭ ‬وضواحيها‭.‬

ونشهدها‭ ‬أيضاً‭ ‬بشارع‭ ‬عذاري،‭ ‬وبجسر‭ ‬ستره،‭ ‬وبالشوارع‭ ‬النافذة‭ ‬إلى‭ ‬الجفير،‭ ‬وبالعدلية،‭ ‬وميناء‭ ‬سلمان،‭ ‬وشارع‭ ‬البديع،‭ ‬وشارع‭ ‬الملك‭ ‬فيصل،‭ ‬ملخصة‭ ‬أزمة‭ ‬كبرى‭ ‬تضر‭ ‬بالأعمال،‭ ‬والتجارة،‭ ‬وفي‭ ‬انتظام‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬وظائفهم،‭ ‬ومواعديهم‭.‬

ولفت‭ ‬انتباهي‭ ‬أخيرا،‭ ‬برمجة‭ ‬الكثيرين‭ ‬مشاوريهم‭ ‬اليومية،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬المسافة،‭ ‬وازدحامات‭ ‬الطرق،‭ ‬معتمدين‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬التطبيقات‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬ولفت‭ ‬انتباهي‭ ‬أيضاً‭ ‬ملازمة‭ ‬العديدين‭ ‬لمنازلهم‭ ‬بأغلب‭ ‬الفترات،‭ ‬تجنباً‭ ‬لمواجهة‭ ‬فوضى‭ ‬ازدحامات‭ ‬الشوارع‭.‬

إن‭ ‬تصحيح‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن،‭ ‬لهو‭ ‬مسؤولية‭ ‬وواجب‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬ومن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بها،‭ ‬بدايتها‭ ‬منع‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬سياقة‭ ‬السيارات‭ (‬إلا‭ ‬بضوابط‭ ‬واشتراطات‭ ‬معينه‭)‬،‭ ‬وتخصيص‭ ‬الموازنات‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنطقية،‭ ‬لتطوير‭ ‬وتوسعة‭ ‬الشوارع‭ ‬القديمة‭ ‬والصغيرة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الجسور‭ ‬الجديدة‭ ‬والطويلة،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭.‬

ويؤمل‭ ‬أيضاً‭ ‬التوجه‭ ‬لبناء‭ ‬شبكات‭ ‬مترو‭ ‬للأنفاق،‭ ‬أسوة‭ ‬بدول‭ ‬شقيقة‭ ‬عديدة،‭ ‬بدأتها‭ ‬كحلم‭ ‬ثم‭ ‬واقع‭ ‬معاش‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فالبحرين‭ ‬بلد‭ ‬صغيرة‭ ‬المساحة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ليس‭ ‬باستحالة،‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬وجدت‭ ‬الإرادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لذلك‭.‬