فجر جديد

سلخ‭ ‬السمع‭ ‬وتشويهها

| إبراهيم النهام

الموجة‭ ‬الظالمة‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬أخيرًا‭ ‬أحد‭ ‬وزراء‭ ‬الخدمات،‭ ‬إثر‭ ‬تصريحات‭ ‬عفوية‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬لجمع‭ ‬من‭ ‬الحاضرين‭ ‬معه،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬رسمية،‭ ‬تمثل‭ ‬نسخة‭ ‬مكررة‭ ‬من‭ ‬موجات‭ ‬سوداء‭ ‬سابقة،‭ ‬قضمت‭ ‬سمعة‭ ‬الكثيرين،‭ ‬وآذتهم،‭ ‬وآذت‭ ‬عوائلهم،‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬يذكر‭.‬

من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الضحايا،‭ ‬وزير‭ ‬سابق،‭ ‬ووكيل‭ ‬مساعد‭ ‬بإحدى‭ ‬الوزارات،‭ ‬حيث‭ ‬تخطت‭ ‬موجات‭ ‬التشوية‭ ‬العامة‭ ‬ضدهم‭ ‬حيثيات‭ ‬القضية‭ ‬نفسها،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬البدايات،‭ ‬لتنهش‭ ‬الإشاعات‭ ‬والاتهامات‭ ‬المضللة‭ ‬بسمعتهم،‭ ‬وكرامتهم،‭ ‬بسقف‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬التخوين،‭ ‬والعمالة،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إضرارهم‭ ‬بالبلد‭.‬

هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الدخيلة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬تقدّم‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬للانفلات‭ ‬الذي‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬مع‭ ‬متغيرات‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬ودخول‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الهواتف‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الحديثة،‭ ‬التي‭ ‬شرعنت‭ ‬للبعض‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ (‬قضاة‭) ‬ووكلاء‭ ‬نيابة،‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬من‭ (‬النميمة‭ ‬العامة‭) ‬و‭(‬سلخ‭ ‬السمع‭) ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعوا‭ ‬ساس‭ ‬القصة،‭ ‬من‭ ‬أساسها،‭ ‬وآخرون‭ ‬غيرهم‭ ‬يهندسون‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬المسمومة‭ ‬و‭(‬يشعللونها‭).‬

هؤلاء‭ -‬أيًّا‭ ‬كانوا‭- ‬أوقعوا‭ ‬أنفسهم‭ (‬بجهالة‭ ‬أو‭ ‬بقصد‭) ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬آسن‭ ‬من‭ ‬الذنوب‭ ‬والخطيئة‭ ‬والجرم،‭ ‬سلاح‭ ‬ضحاياها،‭ ‬ومن‭ ‬تضرروا‭ ‬منها،‭ (‬الأدعية‭) ‬و‭(‬التضرع‭) ‬وهي‭ ‬أسلحة‭ ‬ربانية‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الله‭ ‬عزّ‭ ‬وجل‭ ‬أي‭ ‬حاجز،‭ ‬أو‭ ‬حجاب،‭ ‬ولا‭ ‬يحدها‭ ‬قانون‭ ‬بشر،‭ ‬أو‭ ‬جلسات‭ ‬محاكم،‭ ‬أو‭ ‬مذكرات‭ ‬ترافع،‭ ‬أو‭ ‬دفاع‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬الكلام،‭ ‬لأن‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يتصيّد‭ ‬بخبث‭ ‬للأحداث،‭ ‬والمواقف،‭ ‬ليزجَّ‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بموجات‭ (‬حيص‭ ‬بيص‭) ‬لنوايا‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬الانتقام،‭ ‬و‭(‬التحفر‭) ‬وتكسب‭ ‬الشهرة،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬المتابعين،‭ ‬يلزم‭ ‬الدولة‭ -‬بالمقابل‭- ‬بسن‭ ‬القوانين‭ ‬الكافلة‭ ‬بحفظ‭ ‬الكرامات،‭ ‬من‭ ‬التشويه‭ ‬والقذع‭ ‬والخدش‭ ‬والتشكيك،‭ ‬سواء‭ ‬بـ‭(‬السوشيال‭ ‬ميديا‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬بغيرها‭.‬