لمحات

سفاحو بيوت الله!

| د.علي الصايغ

لا‭ ‬أعرف‭ ‬أي‭ ‬مخلوق‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يبيح‭ ‬لنفسه‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬الأبرياء‭ ‬العزل،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬سعيهم‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬عفو‭ ‬ومغفرة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬بيوته،‭ ‬يتضرعون‭ ‬إليه،‭ ‬يناجونه،‭ ‬يتعبدون‭ ‬الخالق‭ ‬الأعظم‭!‬

أي‭ ‬توجه‭ ‬ذاك،‭ ‬أو‭ ‬معتقد،‭ ‬أو‭ ‬عرق،‭ ‬يريق‭ ‬الدماء‭ ‬بدم‭ ‬باردة،‭ ‬وبتفاخر،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يلاقي‭ ‬بعض‭ ‬القبول‭ ‬والثناء‭ ‬والإشادة‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬أمثاله‭! ‬إنه‭ ‬والله‭ ‬لعار‭ ‬البشرية،‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬حقيقته‭ ‬المشينة،‭ ‬فلا‭ ‬عمل‭ ‬أحقر‭ ‬وأشنع‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬الأبرياء،‭ ‬المسالمين،‭ ‬العابدين‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬الله؛‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬لم‭ ‬يُشيد‭ ‬إلا‭ ‬لعبادته،‭ ‬أي‭ ‬فكر‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يسفك‭ ‬الدماء،‭ ‬ويبيحها‭ ‬صغاراً‭ ‬وكباراً،‭ ‬وهم‭ ‬لم‭ ‬يقترفوا‭ ‬ذنباً،‭ ‬ولم‭ ‬يرتكبوا‭ ‬جرماً،‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬يا‭ ‬هذا‭ ‬عنهم‭ ‬حتى‭ ‬شيئاً‭!‬

أتى‭ ‬حادث‭ ‬نيوزيلندا‭ ‬ليكون‭ ‬الأعنف‭ ‬والأبشع،‭ ‬ليكون‭ ‬مجرداً‭ ‬تماماً‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬إنسانية‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬أتى‭ ‬مجرداً‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬مشاعر،‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬الذي‭ ‬يتباهى‭ ‬به‭ ‬مرتكبه،‭ ‬شاهدٌ‭ ‬حي‭ ‬على‭ ‬توغل‭ ‬بعض‭ ‬الآيديولوجيات‭ ‬المتطرفة‭ ‬الخطيرة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭.‬

هذا‭ ‬الحادث‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يوحد‭ ‬الصف‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬والتمييز‭ ‬والكراهية،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬سفاحي‭ ‬المساجد‭ ‬والمعابد‭ ‬والكنائس‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬الديانات،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬الشقاق‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭.‬

 

قتلة‭ ‬عباد‭ ‬الله،‭ ‬هم‭ ‬قتلة‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والإيمان،‭ ‬هم‭ ‬مجردو‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬شيئاً‭ ‬غير‭ ‬سوئهم،‭ ‬إنهم‭ ‬إرهاب‭ ‬قابع‭ ‬في‭ ‬كائنات‭ ‬فاسدة،‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ديناً،‭ ‬ولا‭ ‬تعايشاً،‭ ‬ولا‭ ‬تسامحاً،‭ ‬ولا‭ ‬قيمة‭ ‬وحرمة‭. ‬اللهم‭ ‬تقبل‭ ‬الشهداء‭ ‬عندك،‭ ‬وألهم‭ ‬أهلهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان،‭ ‬وآتهم‭ ‬ما‭ ‬وعدت،‭ ‬إنك‭ ‬لا‭ ‬تخلف‭ ‬الميعاد‭.‬