ذرائع

“جيته ينوحي... فوق السطوحي”

| غسان الشهابي

الحدث‭ ‬الأبرز‭ ‬مجتمعياً‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬كان‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬الإسكان‭ ‬عن‭ ‬البيوت‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬الحد،‭ ‬وردّ‭ ‬فعل‭ ‬المواطنين،‭ ‬فحتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬النوايا‭ ‬طيبة،‭ ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬“خصوصاً”‭ ‬فإن‭ ‬حكّ‭ ‬الورم‭ ‬المعيشي‭ ‬والحياتي‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬جانب‭ ‬منه،‭ ‬يُعتبر‭ ‬مجلبة‭ ‬لشتى‭ ‬أنواع‭ ‬الانتقادات‭. ‬والحق‭ ‬يقال،‭ ‬لقد‭ ‬أبدع‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬الأدب‭ ‬والذوق،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬رأيته‭ ‬شخصياً‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬يتمتعون‭ ‬بحصانة‭ ‬الـ‭ ‬“لا‭ ‬مساس”،‭ ‬حيث‭ ‬ليس‭ ‬للجمهور‭ ‬وسيلة‭ ‬للانتقاد‭ ‬سوى‭ ‬الصحافة،‭ ‬فإن‭ ‬الأوضاع‭ ‬اليوم‭ ‬اختلفت‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إطلاق‭ ‬“السلطة‭ ‬السادسة”‭ ‬عليه،‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬السوشال‭ ‬ميديا‭. ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬لمؤسسات‭ ‬رسمية‭ ‬وخاصة‭ ‬الضيق‭ ‬مما‭ ‬يُكتب‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ويطلب‭ ‬المسؤولون‭ ‬بعد‭ ‬النشر‭ ‬معالجة‭ ‬الموضوع،‭ ‬وربما‭ ‬يستغرق‭ ‬الموضوع‭ ‬يوماً‭ ‬بأكمله،‭ ‬وقد‭ ‬يؤجل‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬وشهدوا‭ ‬أيضاً‭ ‬أثر‭ ‬الارتباك،‭ ‬بل‭ ‬الهلع‭ ‬الذي‭ ‬يتبدى‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬المسؤولين‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬نشر‭ ‬انتقاد‭ ‬لاذع‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبدأ‭ ‬هذا‭ ‬“المنشور”‭ ‬ينتشر‭ ‬مشرِّقاً‭ ‬ومغرِّباً،‭ ‬ويتزايد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬يعيدوا‭ ‬نشره،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لجم‭ ‬الناس،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الإشاحة‭ ‬عنهم‭.‬

هذه‭ ‬القوة‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الناس،‭ ‬ليست‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬حق،‭ ‬وليست‭ ‬دائماً‭ ‬أغراضها‭ ‬بريئة‭ ‬وتستهدف‭ ‬مشكلة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬مستوفية‭ ‬القصة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبها،‭ ‬فيجري‭ ‬الابتسار‭ ‬وإطلاق‭ ‬حملات‭ ‬لا‭ ‬ينجم‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬الإزعاج،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التدخل‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬“السلطة‭ ‬السادسة”‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬يأس‭ ‬بأن‭ ‬تحل‭ ‬الأزمات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ضغط‭ ‬جماعي‭ ‬وشديد‭... ‬ومتى‭ ‬ما‭ ‬اعتاد‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الضغط‭ ‬يولّد‭ ‬الاستجابة،‭ ‬فلن‭ ‬يتوقفوا‭ ‬عند‭ ‬حدّ‭.‬