فجر جديد

تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬أولًا

| إبراهيم النهام

أرفض‭ ‬بشدة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأجنبي‭ ‬موضع‭ ‬كراهية،‭ ‬أو‭ ‬تمييز،‭ ‬أو‭ ‬احتقار؛‭ ‬بسبب‭ ‬وظيفة،‭ ‬أو‭ ‬ميزة‭ ‬وهبتها‭ ‬له‭ ‬الدولة؛‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تصادما‭ ‬فجا‭ ‬مع‭ ‬أسس‭ ‬الدِّين‭ ‬في‭ ‬المعاملة،‭ ‬ومع‭ ‬القيم‭ ‬والعادات‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬نشأنا‭ ‬وربينا‭ ‬عليها،‭ ‬والتي‭ ‬تلزمنا‭ ‬لأن‭ ‬نحترم‭ ‬الآخرين‭ ‬بكل‭ ‬إنسانيتهم‭ ‬واختلافاتهم،‭ ‬لكن‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬موضع‭ ‬الخلاف‭ ‬إذًا؟

موضع‭ ‬الخلاف‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬وممارسات‭ ‬الدولة،‭ ‬حين‭ ‬يُقدم‭ ‬“للأجانب”‭ ‬مناخ‭ ‬وجودة‭ ‬حياة‭ ‬استثنائية،‭ ‬لا‭ ‬يطالها‭ ‬المواطن،‭ ‬بدايتها‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬الجاذبة،‭ ‬مرورا‭ ‬بــ‭ ‬“الباكجات”‭ ‬المعيشية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والتي‭ ‬تميزه،‭ ‬وتضعه‭ ‬بمرتبه‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المواطن‭.‬

الخلاف‭ ‬أيضًا،‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬القوانين‭ ‬المجحفة،‭ ‬والتي‭ ‬تضيق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬البحريني،‭ ‬وكأنه‭ ‬آخر‭ ‬الاهتمامات،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر،‭ ‬قانون‭ ‬“الفيزا‭ ‬المرنة”،‭ ‬والذي‭ ‬غلّب‭ ‬المنافسة‭ ‬التجارية‭ ‬لصالح‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وأخرج‭ ‬صغار‭ ‬التجار‭ ‬البحرينيين‭ ‬قسرًا‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الخلفي‭.‬

ويلاحظ‭ ‬أيضا‭ ‬تنامي‭ ‬الثقافات‭ ‬المستوردة‭ ‬السيئة،‭ ‬كالبصق‭ ‬بالشوارع،‭ ‬والخروج‭ ‬بالأحياء‭ ‬بنصف‭ ‬“هدوم”،‭ ‬والدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬والسياقة‭ ‬“البلطجية”،‭ ‬والعمل‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬وظيفة‭ ‬لكلا‭ ‬الزوجين‭ ‬الأجنبيين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطن‭.‬

هنالك‭ ‬أيضا،‭ ‬سياسات‭ ‬التهميش‭ ‬والمحاربة‭ ‬بالرزق‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬حين‭ ‬يترأسون‭ ‬موظفين‭ ‬بحرينيين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬تحديدا،‭ ‬خاتمتها‭ ‬المعروفة‭ ‬استقالة‭ ‬البحريني،‭ ‬ليشغل‭ ‬وظيفته‭ ‬أجنبي،‭ ‬وفقا‭ ‬لسياسية‭ ‬الشللية،‭ ‬وتنفيع‭ ‬الأقربين‭.‬

وأشير‭ ‬للممارسات‭ ‬الجرائمية‭ ‬المتصاعدة،‭ ‬كالسُكر‭ ‬البين‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬وإجهار‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي،‭ ‬وتزايد‭ ‬جرائم‭ ‬السطو‭ ‬المسلح،‭ ‬والسرقات،‭ ‬والممارسات‭ ‬الاحتيالية،‭ ‬و‭ ‬“الشحت”،‭ ‬والهروب‭ ‬بالقروض‭ ‬البنكية،‭ ‬وتنامي‭ ‬آفة‭ ‬العراك‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭.‬

هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬المقلوبة‭ ‬من‭ ‬المسببات‭ ‬التي‭ ‬أوجدت‭ ‬الاحتقان‭ ‬لدى‭ ‬الناس،‭ ‬ولا‭ ‬لوم‭ ‬عليهم،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬الصوت‭ ‬مطالبا‭ ‬بحقوق‭ ‬الأجنبي،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬أولا‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحقوق‭ ‬المواطن؛‭ ‬لأنه‭ ‬الأصل‭ ‬والساس‭ ‬والأساس،‭ ‬والبقية‭ ‬مجرد‭ ‬مكملات‭.‬