ريشة في الهواء

خارطة‭ ‬الإسكان

| أحمد جمعة

حين‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬مشاريع‭ ‬حكومة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بقطاع‭ ‬الإسكان‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬الإسكان‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنتها‭ ‬بأية‭ ‬دولة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬بالعالم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬عبر‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬كل‭ ‬الفصول‭ ‬والسنوات‭ ‬والحقب‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬ولم‭ ‬تتأثر‭ ‬بالأحداث‭ ‬والتحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البحرين‭ ‬والمنطقة‭ ‬برمتها،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬مشاريع‭ ‬الإسكان‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬ونفذته‭ ‬واستفادت‭ ‬منه‭ ‬آلاف‭ ‬العائلات‭ ‬والأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬المنصرمة‭ ‬فهو‭ ‬جاحد‭ ‬وأعمى‭ ‬وله‭ ‬غرض‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬رؤيته‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬البحرين‭ ‬بإمكانياتها‭ ‬المحدودة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقارن‭ ‬بدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬فالعالم‭ ‬كله‭ ‬شهد‭ ‬للبحرين‭ ‬نهضتها‭ ‬وطفرتها‭ ‬بقطاع‭ ‬الإسكان‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عجلته‭ ‬منذ‭ ‬بدأ‭ ‬بالستينات‭ ‬وحتى‭ ‬الساعة،‭ ‬تطور‭ ‬وتقدم‭ ‬ونشأت‭ ‬المدن‭ ‬الإسكانية‭ ‬بكل‭ ‬محافظات‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬مناطق‭ ‬حيوية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أغلى‭ ‬المناطق‭ ‬وأرقاها‭ ‬كمدينة‭ ‬شرق‭ ‬حد‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬أغلب‭ ‬بيوتها‭ ‬على‭ ‬البحر‭.‬

هذه‭ ‬السطور‭ ‬أسوقها‭ ‬فقط‭ ‬ليدرك‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يروجون‭ ‬الأكاذيب‭ ‬ويعملون‭ ‬بالخفاء‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬بمجال‭ ‬واحد‭ ‬كالإسكان‭ ‬تفوقت‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم،‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬رغم‭ ‬ثرائها‭ ‬الفاحش‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬بإمكانياتها،‭ ‬ومشروع‭ ‬مدينة‭ ‬شرق‭ ‬الحد‭ ‬وموقعه‭ ‬الحيوي‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬وما‭ ‬سيوفره‭ ‬من‭ ‬سكن‭ ‬لائق‭ ‬لأسر‭ ‬بحرينية‭ ‬فاق‭ ‬حتى‭ ‬إمكانية‭ ‬دول‭ ‬تملك‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬نملك،‭ ‬لكنها‭ ‬إرادة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والازدهار‭ ‬التي‭ ‬غرس‭ ‬بذرتها‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1968‭ ‬حين‭ ‬أنْشئت‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬وتوالت‭ ‬بعدها‭ ‬المدن‭ ‬الإسكانية‭ ‬بعموم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتشهد‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬البناء‭ ‬بمواجهة‭ ‬أداة‭ ‬الهدم‭ ‬التي‭ ‬يرفعها‭ ‬أعداء‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬صحيح‭ ‬أننا‭ ‬حين‭ ‬ننتقد‭ ‬الوزراء‭ ‬وننتقد‭ ‬المسؤولين‭ ‬بنواحي‭ ‬التقصير‭ ‬وخصوصا‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬المهينة‭ ‬للمواطن‭ ‬ببعض‭ ‬المواقف‭ ‬الهزلية‭! ‬نهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬لبلدنا‭ ‬وشعبنا‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المقصرين‭ ‬والمترهلين،‭ ‬لكن‭ ‬بالوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬نعمى‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬مكاسب‭ ‬ومنجزات‭ ‬تحققت‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬رغم‭ ‬معاناته‭ ‬ببعض‭ ‬الظروف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأزمات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬البناء‭ ‬والتعمير‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ووضع‭ ‬لها‭ ‬القواعد‭ ‬والأسس‭ ‬تدفعنا‭ ‬للنقد‭ ‬حين‭ ‬نرى‭ ‬خللاً‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬بقيادة‭ ‬سموه‭ ‬رائدة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بقطاع‭ ‬الإسكان‭ ‬الذي‭ ‬استعرضته،‭ ‬بل‭ ‬بكل‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬وتعليم‭ ‬وثقافة‭ ‬واتصالات‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أرقى‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬بالمنطقة‭.‬

 

تنويرة‭:

‬لا‭ ‬تلتفت‭ ‬للوراء‭ ‬مادمت‭ ‬تسير‭ ‬للأمام‭.‬