سوالف

مدينة‭ ‬عيسى‭... ‬ فوضى‭ ‬عمرانية‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬الأحياء

| أسامة الماجد

تسير‭ ‬حياة‭ ‬المخالفات‭ ‬وتتدفق‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬ومناطق‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬سوقا‭ ‬للتجارة‭ ‬بدل‭ ‬مدينة‭ ‬سكنية،‭ ‬فخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬نمت‭ ‬مشروعات‭ ‬تجارية‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬بصورة‭ ‬سريعة‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬الأمر‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬“الكراجات”‭ ‬إلى‭ ‬محلات‭ ‬وبرادات،‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬الحال‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬عمارات‭ ‬سكنية‭ ‬من‭ ‬طابقين‭ ‬وثلاثة‭ ‬في‭ ‬“الفرجان”‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬التراخيص‭ ‬لبناء‭ ‬هذه‭ ‬العمارات،‭ ‬فحسب‭ ‬علمنا‭ ‬هناك‭ ‬اشتراطات‭ ‬تتعلق‭ ‬بتوفير‭ ‬مواقف‭ ‬سيارات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالاستعمالات‭ ‬السكنية‭ ‬أو‭ ‬التجارية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬نشاهده‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬“فوضى‭ ‬عمرانية”‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬تحويل‭ ‬منزله‭ ‬إلى‭ ‬عيادة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬مطعم‭ ‬أو‭ ‬برادة‭ ‬أو‭ ‬صالون‭ ‬أو‭ ‬جمعية،‭ ‬فالمهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يدر‭ ‬عليه‭ ‬المشروع‭ ‬دخلا‭ ‬مناسبا‭ ‬وليذهب‭ ‬الجيران‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭. ‬

أتصور‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬وإعطاء‭ ‬التصاريح‭ ‬اللازمة،‭ ‬وأي‭ ‬شخص‭ ‬متتبع‭ ‬لحالة‭ ‬وشكل‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬القديمة‭ ‬سيلاحظ‭ ‬تداخل‭ ‬المشروعات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬سكن‭ ‬العوائل‭ ‬والآثار‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتبت‭ ‬وحدثت‭ ‬نتيجة‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع،‭ ‬فعندما‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬صالون‭ ‬نسائي‭ ‬في‭ ‬“فريج”‭ ‬وتتجمع‭ ‬سيارات‭ ‬الزبائن‭ ‬أمام‭ ‬بيوت‭ ‬الناس‭ ‬وتقوم‭ ‬بمضايقتهم،‭ ‬ماذا‭ ‬عسانا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬ونصف‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬يهدم‭ ‬الشخص‭ ‬بيته‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬طابقين‭ ‬ويبني‭ ‬مكانه‭ ‬عمارة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أدوار‭ ‬وشقق‭ ‬وبدون‭ ‬مواقف‭ ‬سيارات،‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬وضع‭ ‬الناس،‭ ‬فالبيت‭ ‬شيدته‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬طابقين‭ ‬ومخصص‭ ‬لغرض‭ ‬معين،‭ ‬فكيف‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬بناية‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬طوابق‭ ‬وشقق‭ ‬يسكنها‭ ‬عشرات‭ ‬الناس‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬من‭ ‬الأجانب،‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬منطقي‭ ‬ويدخل‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬ومشروعاتها‭ ‬أم‭ ‬عشوائية‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخريطة‭.‬

على‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬القرار‭ ‬وشرح‭ ‬وتفسير‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬انعكس‭ ‬صداها‭ ‬بصورة‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬البسطاء‭ ‬وإلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجههم‭ ‬في‭ ‬“فرجانهم”،‭ ‬نريد‭ ‬أحدا‭ ‬منكم‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬ويجيب‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬السؤال‭ ‬الأكثر‭ ‬تحديدا‭... ‬هل‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬قانوني‭ ‬ويستند‭ ‬إلى‭ ‬أسس‭ ‬ودراسات‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭.‬