360 درجة

المواطن والمواطنة الرشيدة

| أيمن همام

ما من رب أسرة لا يريد الخير والسعادة لأبنائه، إذ يحرص كل أب، بقدر سعته، على تلبية الرغبات المشروعة لأهل بيته وفلذات كبده منذ ولادتهم حتى بلوغهم سن الرشد وإلى آخر العمر. كذلك الأوطان هي بيوت كبيرة تحتضن جميع مكونات المجتمع، حيث تضطلع الحكومات بدور الوالد الذي تفرض عليه المسؤولية أن يكون رشيدا وعادلا مع أبنائه، فيما يقع على عاتق المواطنين واجبات تجاه البيت الكبير بحكم انتمائهم إليه. ترتيب الأولويات بشكل سليم يعد من أهم واجبات الحكومات تجاه الشعوب، ومن البديهي أن تتصدر الرعاية الصحية الأولويات، ثم التعليم، فالإسكان إلى آخر قائمة الخدمات العامة، وكل بند من تلك البنود يحتاج ترتيبا للأولويات، فعلاج السرطان أولى من تقويم الأسنان. حتى الترفيه يندرج ضمن الحقوق، لكنه حق يمكن الانتظار عليه، فإن كان في أسرة واحدة ابن مريض ويحتاج دواء مكلفا وآخر يطمح إلى استبدال سيارته بأخرى أحدث وأرحب، يسهل على الأب المقتدر ماديا تلبية كلا المطلبين، أما إذا كان رب الأسرة غير ميسور الحال، فمن عساه يلبي؟! الحقوق والواجبات هما شقا رحى المواطنة الرشيدة، فإدراك المواطن واجباته لا يقل أهمية عن إدراكه حقوقه، ومن أهم الواجبات الأخلاقية ألا يزاحم الابن إخوته الأقل حظا ويؤثر نفسه عليهم للحصول على حق يشكل لهم أولوية قصوى. عندما يحرص الفرد على مصلحة من حوله في المجتمع كما يحرص على مصلحته الشخصية يكون بذلك مواطنا رشيدا ومشاركا فاعلا في نهضة وطنه، ويصبح جديرا بالتمتع بكامل حقوقه والاستفادة من مزايا الانتماء إلى الأسرة الكبيرة.