فجر جديد

المثليون‭ ‬والوشوم‭ ‬والبويات

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬أيام‭ ‬نشر‭ ‬الزميل‭ ‬أسامة‭ ‬الماجد‭ ‬مقالاً‭ ‬جريئاً‭ ‬عن‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬الجنس‭ ‬الثالث‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬المجتمع‭ (‬لفئة‭ ‬آسيوية‭ ‬معينة‭)‬،‭ ‬متأففاً‭ ‬من‭ ‬تمددها‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬بوادر‭ ‬حل‭ ‬مطمئنة،‭ ‬توقف‭ ‬تهديدها‭ ‬للمجتمع،‭ ‬ولاستقراره‭.‬

هذه‭ ‬الظاهرة‭ (‬المقززة‭) ‬ليست‭ ‬بالجديدة،‭ ‬وهذا‭ ‬التجاهل‭ ‬الرسمي‭ ‬ليس‭ ‬بالجديد‭ ‬أيضاً،‭ ‬فلقد‭ ‬سبق‭ ‬لنا‭ ‬ككتاب،‭ ‬أن‭ ‬أشرنا‭ ‬اليها،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬النواب،‭ ‬والمغردين،‭ ‬والأئمة‭ ‬على‭ ‬المنابر،‭ ‬عنوان‭ ‬الموقف‭: ‬تنظيف‭ ‬البلد‭ ‬من‭ (‬الشواذ‭) ‬مطلب‭ ‬شعبي،‭ ‬لا‭ ‬فصال‭ ‬فيه‭.‬

وكما‭ ‬تدعو‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬للنظر‭ ‬اليهم‭ ‬كحاله‭ ‬مرضية،‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬خطرهم‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬يفوق‭ ‬مراعاة‭ ‬ظروفهم‭ (‬هم‭)‬،‭ ‬فبالنسبة‭ (‬للشواذ‭) ‬الأجانب،‭ ‬فالمفترض‭ ‬ترحيلهم‭ ‬فوراً‭ ‬لبلدانهم‭ ‬الأصلية‭ ‬والتي‭ ‬تتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬علاجهم،‭ ‬أما‭ ‬الآخرون‭ ‬فإن‭ ‬الدولة‭ ‬كفيلة‭ ‬بالنظر‭ ‬لهم،‭ ‬وفق‭ ‬برامج‭ ‬علاجية‭ ‬خاصة،‭ ‬أولها‭ ‬عدم‭ ‬اشهار‭ (‬شذوذهم‭) ‬للعامة‭.‬

نقول‭ ‬ذلك،‭ ‬لأن‭ ‬التغافل‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المقيتة،‭ ‬يولد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬ظواهر‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬سوء‭ ‬عنها،‭ ‬كــ‭(‬البويات‭)‬،‭ ‬و‭(‬الوشوم‭)‬،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الحميمية‭ ‬بين‭ ‬نفس‭ ‬الجنس،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تتقلد‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات،‭ ‬تقضي‭ ‬جل‭ ‬يومياتها‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬الناس‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬وعفوي،‭ ‬كأي‭ ‬مكون‭ ‬آخر،‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬لهم،‭ ‬وعليهم‭ ‬ما‭ ‬عليهم‭.‬

وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬وقبل‭ ‬فترة،‭ ‬واثناء‭ ‬جلوسي‭ ‬بأحد‭ ‬المقاهي‭ ‬بمجمع‭ ‬تجاري‭ ‬شهير،‭ ‬بأن‭ ‬شاهدت‭ (‬بوية‭) ‬تجلس‭ ‬مع‭ ‬فتاة‭ ‬في‭ ‬الزاوية‭ ‬القريبة‭ ‬مني،‭ ‬وهي‭ ‬تقبض‭ ‬على‭ ‬يدها‭ ‬بحب‭ ‬وحميمية‭ ‬أمام‭ ‬الناظرين،‭ ‬وكأن‭ ‬ذلك‭ ‬حق‭ ‬شخصي،‭ ‬لا‭ ‬فصال‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬نقاش‭.‬

وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الحقوقية،‭ ‬والعهود‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬تخنق‭ ‬قرارات‭ ‬الدولة،‭ ‬أذكر‭ ‬بأن‭ ‬كلفة‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬الدخيلة‭ ‬والمعيبة،‭ ‬ستكون‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬السوق‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬ضررها‭ ‬ليس‭ ‬لحظيا،‭ ‬أو‭ ‬جزئيا،‭ ‬أو‭ ‬سهل‭ ‬الانتزاع‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬قاتل،‭ ‬وعميق،‭ ‬وفي‭ ‬صميم‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتماسك‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬وبقائها‭.‬