عن البرنامج الوطني للتوظيف

| عبدعلي الغسرة

بعد‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر‭ ‬“البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف”،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬توصية‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية،‭ ‬فإن‭ ‬أهداف‭ ‬البرنامج‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬الأفضلية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والباحثين‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬ومؤهلاتهم،‭ ‬ليكون‭ ‬المواطنون‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬للقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬لتوظيفهم‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬يمثل‭ ‬بداية‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬صارمة‭ ‬ومُستدامة‭ ‬لضبط‭ ‬آليات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬التوظيف‭ ‬مُجرد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬وظيفة‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الوظيفة‭ ‬التي‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬العِلمية‭ ‬وتخصصاتهم‭ ‬الدراسية،‭ ‬فهناك‭ ‬مواطنون‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬مِهن‭ ‬تختلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬تخصصاتهم‭ ‬والحاجة‭ ‬جعلتهم‭ ‬يقبلون‭ ‬بها،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬فيه‭ ‬غيرهم‭ ‬على‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للبحرينيين‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭.‬

إن‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬طموحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬البطالة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬منه‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬كونهم‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للبحرين‭ ‬وعمادها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬توظيفهم‭ ‬توظيفا‭ ‬نوعيًا‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬المواطنة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والتوظيف،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬ورؤية‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬البحريني‭ ‬أداة‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬والمستفيد‭ ‬الحقيقي‭ ‬منها‭. ‬إن‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬الحياة‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬يتطلب‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬الخصبة‭ ‬للعطاء‭ ‬والإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬فأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬يمتلكون‭ ‬الطموح‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

مسؤولية‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬أفضل‭ ‬الوظائف‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬ولديه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬التوظيف‭ ‬لدى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والقطاع‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬المُمكن‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لائقة‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭. ‬

هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬ليس‭ ‬موجهًا‭ ‬للاستغناء‭ ‬عن‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬جحيم‭ ‬البطالة‭. ‬وبموجب‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬فإن‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬عليهما‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬وتوطين‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وتقديم‭ ‬مختلف‭ ‬الحوافز،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬بمثابة‭ ‬خطة‭ ‬داعمة‭ ‬لرفع‭ ‬مشاركة‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬وبنسب‭ ‬مئوية‭ ‬ترتفع‭ ‬سنويًا‭.‬