“التنمية المستدامة”... أهداف لإنقاذ العالم

| د. هالة جمال

ربطت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تحقق‭ ‬“التنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية،‭ ‬أجملتها‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬هدفا،‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحياتية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬رئيسي‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬للشعوب‭ ‬و”إنقاذ‭ ‬العالم”،‭ ‬إنقاذ‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬والجهل‭ ‬والمرض‭ ‬وتردي‭ ‬المناخ‭ ‬وغيرها‭.‬

لذا‭ ‬عرفت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بأنها‭ ‬خطة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬وأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬للجميع،‭ ‬وتتصدى‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬للتحديات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬نواجهها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التحديات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالفقر‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة‭ ‬والمناخ‭ ‬وتدهور‭ ‬البيئة‭ ‬والازدهار‭ ‬والسلام‭ ‬والعدالة‭. ‬وقالت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬هدف‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ليست‭ ‬ملزمة‭ ‬قانونًا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تمسك‭ ‬البلدان‭ ‬زمام‭ ‬العملية‭ ‬وتقوم‭ ‬بوضع‭ ‬إطار‭ ‬وطني‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬مثلما‭ ‬فعلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ووضعت

إطارا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وصدرت‭ ‬بالفعل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البروتوكولات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬سنتعرض‭ ‬لها‭ ‬بالتفصيل‭ ‬لاحقا‭. ‬ويعتمد‭ ‬التنفيذ‭ ‬والنجاح‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬والخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬الخاصة‭ ‬للبلدان‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتتحمل‭ ‬البلدان‭ ‬المسؤولية‭ ‬الرئيسية‭ ‬عن‭ ‬المتابعة‭ ‬والاستعراض‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأهداف‭ ‬والغايات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬15‭ ‬المقبلة‭ . ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين،‭ ‬اتخذت‭ ‬المملكة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬لتبني‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

2030‭ ‬،‭ ‬ارتكازاً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬وخبرة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنمائية‭ ‬للألفية‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬موعدها،‭ ‬حيث‭ ‬أولت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اهتماما‭ ‬شاسعا‭ ‬لهذه‭ ‬الأهداف‭ ‬والالتزام‭ ‬بتحقيقها‭ ‬منذ‭ ‬اعتمادها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ترجم‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬تقارير‭ ‬وطنية‭ ‬لرصد‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭.‬

وعكس‭ ‬التقرير‭ ‬الوطني‭ ‬الرابع‭ ‬والأخير‭ ‬والمعد‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬واللجنة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لغرب‭ ‬آسيا‭ (‬الإسكوا‭ (‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬ليبرهن‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬ما‭ ‬اتخذته‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة‭ ‬لتنويع‭ ‬اقتصادها‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬ورفع‭ ‬مستويات‭ ‬المعيشة،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للمواطنين‭. ‬وشهد‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬إنجازات‭ ‬وطفرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬نهضت‭ ‬بالمواطن‭ ‬ووفرت‭ ‬أنظمة‭ ‬للحماية‭ ‬والرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬وتطوير‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬ومخرجاته‭ ‬ومعالجة‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ودعم‭ ‬الشرائح‭ ‬الضعيفة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬التمكين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للشباب،‭ ‬ودعم‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬وضمان‭ ‬استدامة‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬ومراجعة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الـ‭ ‬17‭ ‬و‭ ‬169للخطة‭ ‬الجديدة‭ ‬واستعراضها‭ ‬باستخدام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬العالمية،‭ ‬وتولى‭ ‬فريق‭ ‬الخبراء‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الوكالات‭ ‬المعني‭ ‬بالمؤشرات‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬المؤشرات‭ ‬العالمية،‭ ‬ووافقت‭ ‬عليه‭ ‬اللجنة‭ ‬الإحصائية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وقام‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والجمعية‭ ‬العامة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬باعتماد‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭. ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬محورها‭ ‬وهدفها‭ ‬هو‭ ‬“أنت”،‭ ‬وسنوالي‭ ‬إيضاح‭ ‬تأثير‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬المقالات‭ ‬القادمة‭.‬

 

التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬محورها‭ ‬وهدفها‭ ‬هو‭ ‬“أنت”،‭ ‬وسنوالي‭ ‬إيضاح‭ ‬تأثير‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬المقالات‭ ‬القادمة